( مسجد وكنيسة وبيعة .. إلخ ) – 31 أغسطس 2016

( مسجد وكنيسة وبيعة .. إلخ ) – 31 أغسطس 2016

( مسجد وكنيسة وبيعة .. إلخ )
يدرك الإنسان بالفطرة وبالتجربة وامتداد الممارسة أنه لابد له من عقيدة ( والعقيدة : ما انعقد عليه القلب ولا يقبل التبديل أو الشك ) – كما يدرك الإنسان بالعقل وبالتجربة وبالممارسة أن الشعائر – في طابعها الجمعي – لا تقام في الفراغ فلابد من مكان محدد يحمل علامة مميزة تحول دون الخلط أو الجهل أو التخطي ، وهكذا تميزت المساجد بطابعها ، ومن قبل المساجد كانت الكنائس ذات طابع معماري ونسقي لا يصح التخلي عنه … وهكذا ..
وهذا الاختلاف في العقائد إحدى حكم الخالق في تنمية الحياة ، وحفز البشر إلى العمل والتنافس في ما هو صالح ونافع . وفي التاريخ الإسلامي شخصيات متسامحة واسعة الفهم ، ونستنتج من سلوكياتها ، كما نستنتج من التشريع الإسلامي نفسه مدى السماحة والحرص على التقارب بين البشر ، فإذا أذن الإسلام للمسلم أن يتزوج بمسيحية أو يهودية ، فإن الإسلام نفسه لا يمكن أن يحض على قطيعة أولي القربى أو الشقاق في الأسرة ومن ثم لا يصح لمحمد أو أحمد أن يسب خاله جورج أو لويس أو حتى جدعون ما دامت رابطة المصاهرة والقرابة تجمع بينهم . وقد كانت أم عبيد الله بن زياد بن أبيه ( حاكم العراق ) الجبار مسيحية ، فكان من رفق هذا الحاكم بها أن أقام لها كنيسة ( مصلى خاص ) في بيت الإمارة ، علقت فيه صورة العذراء ، وتصدره الصليب ، ولم يكن أحد يعترض على ذلك ، وفي عصرنا القريب حين أفاء الله على أهل الكويت من عطايا النفط فانتشروا في البلاد المجاورة أن ذهب عبدالله عبداللطيف العثمان ( الثري الكويتي ) لقضاء الصيف في لبنان بضاحية (بحمدون المحطة ) فرأى أن يبني مسجداً بهذه الضاحية ، فلما أتمه جاءه المسيحيون وطلبوا منه أن يبني لهم كنيسة كما بنى للمسلمين مسجدا قربى إلى الله تعالى ، وإعلانا لسماحة الإسلام ، فكان لهم ما أرادوا ، ولا يزال المسجد والكنيسة في الضاحية اللبنانية الجميلة دون أن يفسد أحدهما على الآخر صفاء عكوفه على أداء شعائره الموجهة إلى الله في علاه .. سبحانه ..
ملحوظة : عبداللطيف العثمان ( رحمه الله ) هو والد الروائية الكويتية الشهيرة ( ليلى العثمان ) التي أسعدت قراء العربية بأكثر من عشرين مؤلف في الرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية .. حفظ الله ذكر والدها ، وحفظ أداءها الجميل

اترك تعليقاً