ذكريات الحج في زمن السفينة – 6 سبتمبر 2016

ذكريات الحج في زمن السفينة – 6 سبتمبر 2016

ذكريات الحج في زمن السفينة
من أقدم ذكريات طفولة المولود سنة 1935 تلك الأغنية التي كانت تلقى في منزل الحاج قُبيل رحيله إلى السويس لركوب السفينة ( وكانت الوسيلة الأولى أو الوحيدة لأداء الحج من مصر ) وكان غناؤها جماعيا بأصوات نسائية على سبيل الترديد ، وكان يطلق عليه ( الترويد ) وتقول كلماتها البسيطة :
صن يا نبي حجاجك نالوا الشفاعة فيك
يا بحر هدي أمواجك زمزم وكوثر فيك
وزمزم وكوثر اسم أطلقه طلعت حرب على سفينتي الركاب اللتين بدأ بهما إنشاء أسطول البوسطة الخديوية للنقل البحري . وقد أغرقت إحدى هاتين السفينتين غارات ألمانية إنتقاماً –في زعمهم – أن بريطانيا استعملتها في نقل الجنود ( العمل الحربي في الحرب العالمية الثانية ) .
وقد غنت التراويد المصرية لزمزم السفينة رمزا لزمزم البئر المقدسة الطاهرة ، فكان من تراويدهم :
يا مسافر جدة على زمزم يا رايح للوطن الغالي
والوطن الغالي هنا هو الأرض المقدسة ، وطن محمد صلى الله عليه وسلم .
ومن طريف ما يروى في هذا السياق أن القصيدة المعروفة التي غنتها أم كلثوم تحت مسمى ” إلى عرفات الله ” لها مناسبة تستحق أن تذكر ، وأن يذكر مطلعها كما جاء في ديوان ” الشوقيات ” ، ومناسبتها أنا لخديوي نوى الحج وأخبر ( أمر ) أحمد شوقي أن يكون في حاشيته ، وأن يحج معه على السفينة الخديوية ، ولم يكن أمام شوقي إلا الموافقة ، مع أنه يصاب بحالة ذعر حقيقي عند ركوب البحر ، وعندما حل موعد السفر اختفى شوقي إلى أن أقلعت سفينة الخديوي ، فما كان من الشاعر إلا أن نظم قصيدته التي غنتها كوكب الشرق ، وقد وجهها إلى الخديوي ومطلعها في الديوان :
إلى عرفات الله يابن محمد عليك سلام الله في عرفات
وأرسلها إلى جناب الخديوي بالتليغراف ، فكان خير اعتذار وفيها مقولته الشهيرة الضارعة : فيا رب هل تغني عن العبد حجة وفي العمر ما فيه من الهفوات
مبارك للحجاج حجهم وندعوا لهم ومعهم بالقبول وبأن نلحق بهم إن شاء الله .

اترك تعليقاً