العنــوان : أنفاس الصباح [ رواية ] -17 ابريل 2017

العنــوان : أنفاس الصباح [ رواية ] -17 ابريل 2017

بطاقة الكتاب الثاني
العنـــــــــــوان : أنفاس الصباح [ رواية ]
النشـــــــــــــر : 1963 – الدار القومية للطباعة والنشر ( فرع الساحل )
عدد الصفحات : 202 / قطع متوسط
حول التجربة
كان الشعور الوطني – أعقاب حرب السويس – ملتهباً ، وازداد عمقاً بالوحدة مع سورية ، وكانت صحيفة ” الشعب ” التي ورثت مكان صحيفة ” المصري ” – جريدة حزب الوفد الملغاة – تطبع كتابا شهريا توزعه على قرائها بسعر مخفض جداً ، وعن هذا الطريق ، وفي ذاك الاتجاه قرأت ( تاريخ الجبرتي ) في طبعته الشعبية ، فامتلأ وجداني ببطولات مجهولة أو شبه مجهولة لمصريين حقيقيين من أمثال البشتيلي في بولاق ، وطوبار في قرية المطرية على بحيرة المنزلة .
كنت في الفرقة الثالثة بكلية دار العلوم حين قررت أن أكتب رواية من منطلق أن صدمة نابليون فجرت نهاراً جديداً أشرق على مصر ، ولهذا أطلقت على روايتي الأولى عنوان ” أنفاس الصباح ” ، واخترت أن تبدأ أحداثها في قرية لصديق لي تقع على فرع النيل اسمها ( القباب ) واخترت اسم شيخ العائلة ( العايدي ) وابنه ( جلال الدين ) . أما ابنة أخيه – الطرف الآخر في الكفاح فاسمها ( سماح ) وكنت قرأت هذا الاسم في حادثة صحفية ، ولم يكن منتشراً في مصر . كان مهماً أن يتصدر الكفاح الوطني ضد الحملة في القرى ، والمدن الصغيرة ، في حين تتراجع صورة معارك المماليك مع الجيش الفرنسي ، وهكذا كان لابد أن يرحل جلال الدين ليدرس بالأزهر فيشارك في معارك القاهرة ، كما تشارك سماح بصورة ما ، وكان لابد أن أتابع معارك / هزائم الفرنسيين ما بين رشيد في الشمال وقرية بارود في أقصى الصعيد مستهديا أوصاف الجبرتي .
حين انتهيت من كتابة الرواية أعددت ” أكلة سمك مشوي ” في بيتي بفم الخليج – هي غاية المستطاع لطالب مغترب في القاهرة – عزمت عليها أستاذنا الدكتور أحمد هيكل ، وأستاذنا الدكتور عبد الحكيم بلبع ( طيب الله ثراهما ) والزملاء صلاح فضل ، محمد فتوح أحمد ، مختار أبو غالي ، ( الدكاترة فيما بعد ) وكانوا طلبة بالفرقة التي تليني ، وكانوا شكلوا مجموعة أطلقوا عليها اسم ” الصعاليك ” !! وبعد أن تناولوا الغداء عرضت عليهم ( مجتمعين ) مضمون الرواية التي انتهيت منها ، فأثنوا – في جملتهم – على المحاولة باستثناء فتوح ، الذي قال مازحا وساخرا : أقترح أن تسميها : ” الفوائد المرعية في تاريخ الحملة الفرنسية ” !! غير أني قدمت نص الرواية إلى : الدار القومية للطباعة والنشر ( وهي أساس الهيئة المصرية العامة للكتاب ) ، فنشرتها في سلسلة الكتاب الماسي ، بعد عام ونصف ، كنت حينها قد سافرت للعمل في الكويت مدرسا بالتعليم العام ، فلم أهنأ بأصداء ظهور أول رواية لي .
بعد عدة سنوات اختار الأستاذ جمال بدران الأديب والمترجم بدار المعارف – اختار هذه الرواية ليحولها إلى مسلسل إذاعي دفع به إلى إذاعة ” صوت العرب ” ، ولكن صوت العرب اعتذر عن عدم رغبته في إذاعة المسلسل بذريعة أن العلاقات المصرية الفرنسية في أحسن أحوالها ، فلا داعي لتعكيرها بإذاعة رواية تتغنى بالانتصار على الحملة الفرنسية !!
لم يبق من هذه الرواية في يدي غير تلك النسخة الوحيدة التي صورت غلافها الداخلي – شاهداً على صدق المحاولة ، وتوثيق زمانها .

اترك تعليقاً