خواطر بالمناسبة – 20 ابريل 2017

خواطر بالمناسبة – 20 ابريل 2017

خواطر بالمناسبة
1- الخاطرة الأولى :
هذان البيتان من شعر أبي تمام تحتفظ بهما ذاكرتي ، لموقعهما في الدرس البلاغي ، وفي رياضة النفس على تقبل قضاء الله ، وما يمكن أن يضمر من خير ظاهره غير ذلك . يقول أبو تمام :
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت .. أتـــــاح لهــــا لســــان حســود
لولا اشتعال النار فيما جـــاورت .. ما كان يُعرف طيب عَرف العودِ
فالحسود الحقود حين يتهجم على الأخيار بالإدعاء ، متطاولا ، ومتطلعا لإشاعة مثالب المحسود ، فإن الله – سبحانه وتعالى – يقيض له من يتصدى لإظهار أكاذيبه الحاقدة ، وتصويب مزاعمه الزائفة بإعلان الحقيقة !!
2- الخاطرة الثانية :
في تصوري أن جانبا من مشكلات تخلف الوعي الاجتماعي / الإنساني في جهات مختلفة من قطاعات المجتمع المصري ، ترجع إلى ” الجهل ” ، فالناس أعداء ما جهلوا ، وحين نعيد تأمل الأحداث المحزنة القريبة في ضوء فكري متريث ، ومتعمق سيبدو لنا أن جانبا مهما من ” سوء الظن ” أو ” الكراهية ” مؤسس على الجهل بخصوصيات الآخر ، ولا أقصد الجانب العقائدي ، فهذا أمر آخر يتأسس على مرجعية إيمانية غير قابلة للحوار ، غير مستعدة للتعديل تحت أية ذريعة يراها الآخر . إن ما أعنيه ينصب على الجوانب الاجتماعية السلوكية التي تأخذ شكل الطقوسية . وفي هذا المجال نجد المسيحي المصري يعرف الكثير عن طبائع وسلوكيات ، وآداب ، وجوانب حساسية المسلمين ، ومن ثم يشاركهم الكثير من معجمهم الإيماني ، والاجتماعي ، كما يشاركهم أفراح أعيادهم ، ومناسباتهم الدينية .. وغيرها .
أما القطاع الآخر ( الإسلامي ) الأكبر حجما ، فإنه يبدو – في جملته – غير مهتم بأن يعرف الخصوصيات المقابلة لشركاء الوطن ، والوجود ، والتاريخ ، وبذلك يظل حبيس مقولات ( ربما كانت مظنونة ) تتصل بعقيدة الآخر ، وليس بسلوكياته الحياتية التي نتعامل معها ، وينبغي أن تكون ( المعيار ) الذي نعود إليه في مد خيوط التواصل ، والتواشج بين أبناء الأمة الواحدة .
3- الخاطرة الثالثة :
كيف نتغلب على هذه المساحة الساكتة في معرفة الجمهور المسلم ( في مصر ) بآداب وأخلاق وسلوكيات المسيحيين المصريين ( بصفة خاصة ) ؟
لا أشك في أن التغلب على هذه السلبية ينبغي أن يبدأ من درس الدين في المدرسة الابتدائية ، وما يليها ، ( ولا أطالب بإلغاء حصة الدين كما نادى البعض ، بل على العكس أرى أن تجمع بين المسلمين والمسيحيين في ذات الغرفة ) وذلك بأن يكون الدرس في جوهره توجيها أخلاقيا يحفز على الارتقاء بالسلوك ، والحرص على الآداب العامة ، وإيقاظ التوجهات الإيجابية تجاه ( الإنسان – بما هو إنسان ) ، وليس لأنه يعتنق دينا أو مبادئ معينة ، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم ، وأوجب حرمة النفس الإنسانية ، وخلق البشر أحراراً ، واجتمعت الأديان على منظومة من القيم المقررة التي لا ينفرد بها دين عن آخر ، بل إن الأديان الأرضية ، مثل البوذية تؤسس موقفها الإنساني على هذه القيم ذاتها ، من ثم فإن القدر المشترك بين أتباع الأديان ( المختلفة ) أكثر من العقائد التي انفرد بها أصحاب كل دين .
4- الخاطرة الرابعة :
قد يكون ما جرى في الأسابيع الفائتة من أحداث دامية موجعة لكل ذي ضمير حي ، واعتقاد صحيح – دافعا مناسبا لملء الفراغات الجاهلة في بعض النفوس تجاه خصوصيات المختلفين ، فقد أراد الله نشر فضيلة طويت …. إذ تناوبت قنوات التلفزيون ، وصفحات الجرائد على الإشادة التعريفية بما كان ينبغي على الجمهور المسلم المعرفة به عن إخوانه في المواطنة ، وجيرانه في السكن ، فلو أنه كان يعرف ما جرى كثيرٌ مما كان …

اترك تعليقاً