العنــوان : محمد النفس الزكية – 24 ابريل 2017

العنــوان : محمد النفس الزكية – 24 ابريل 2017

بطاقة الكتاب الثالث
العنـــــــــــوان : محمد النفس الزكية
النشـــــــــــــر : لا يزال مخطوطا – أملك منه نسخة وحيدة مكتوبة على الآلة الكاتبة قبل اختراع الكمبيوتر . ألفته سنة 1962 .
عدد الصفحات : 165 صفحة فولسكاب .
حول التجربة
ربما أشرت في بعض ما ألفت إلى هذا الكتاب الذي لم يأخذ طريقه إلى النشر لسبب ، أو لآخر ، ثم كففت عن ذكره مع شدة اعتزازي به .
الإمام محمد النفس الزكية – هو : محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن السبط رضي الله عنهم ، وصلى وسلم على جدهم رسول الله .
تبدأ فكرة الكتاب بما درسه لي المغفور له الدكتور محمد حلمي أحمد – أستاذ التاريخ الإسلامي بدار العلوم ، وفي الفرقة الدراسية الثالثة ، ألقى علينا محاضرات تستند إلى كتاب من تأليفه عنوانه : ” الخلافة والدولة ” وكان تعاطف الدكتور مع أحفاد سيدنا علي واضحا ، إذ كانوا يمثلون عنده الجانب الأخلاقي المثالي في مواجهة الجانب السياسي التآمري عند بني أمية ، ثم بني العباس من بعدهم ، الذين لم يحسنوا التعامل مع أبناء عمومتهم ( أبناء علي ) بعد أن دانت الخلافة لهم .
الدكتور محمد حلمي أحمد كان يدرس التاريخ بقدرات شاعر ، وإمكانات باحث صبور ، وكان – مع عنايته بتوثيق المعلومات – لا يتردد في إبداء رأيه الشخصي الذي قد يناقض لغة الوثائق ، ومحتوى معلوماتها ، وكأنما يرى أن ” الوثيقة ” – على أهميتها في إثبات وقائع التاريخ ، ليس شرطا أن تكون محايدة ، وموضوعية ، فقد كتبها – في النهاية – إنسان له عقل ، ومشاعر ، وأفكار خاصة . المهم أنني تخرجت من تحت يد محمد حلمي أحمد وأنا مفعم النفس والشعور ( ولا أزال ) بحب آل البيت ، من نسل الحسين أو الحسن على السواء . وهكذا ما كدت أتنسم روائح الحرية – أعقاب التخرج 1961 – حتى بدأت أؤلف ” النفس الزكية ” ، وقد اعتمدت على كتابات ( الأصفهاني ) في ” مقاتل الطالبيين ” و ( ابن الأثير ) في ” تاريخه ” وكتاب للدكتور ( أحمد شلبي ) ضاع عنوانه من الذاكرة ، والنسخة المكتوبة على الآلة الكاتبة ليست في حوزتي ، فقد أعطيتها لبعض أصدقائي ليطلع عليها ، ولا يزال يطلع منذ سبع سنوات !!
حاولت نشر ” النفس الزكية ” حين عملت بالكويت ، وقدمت نسخته إلى مكتبة الأمل ( بحي السالمية ) التي أسسها الدكتور يعقوب الغنيم ( وكيل وزارة التربية ذاك الوقت ) فاطلع على مادة الكتاب ، فنصحني بألا أنشره في الكويت لأنه – بمحتواه – سيجعلني مصنفا مذهبيا عند أهل الكويت الذين يختلفون – في هذا الجانب المذهبي – عن أهل مصر ، الذين يتقبلون محبة آل البيت ، دون أدنى قلق !!
حاولت – غير مرة – أن أتجاوز هذه التوصية ، التي أعتبرها صادقة في سياقها الزمني ، ولكني لم أوفق ، وربما إذا رجعت إلى النسخة المتوفرة اليوم ، فقد لا أرضى تماما عن منهجها ، وبعض الأفكار التي وردت بها .
إن حبي – إلى درجة الانتماء – إلى محمد النفس الزكية لا يقبل الانتقاص ، فهو غصن من الدوحة النبوية الطاهرة ، وكان طالب علم ، وليس طالب ملك ، فجمع الأحاديث ، واشتغل بها ، ووثقها ، وكان فقيها ، مستنيرا ، ومجاهدا في سبيل إعادة ” الخلافة ” إلى طريقها الصحيح بعد أن مال بها ملوك بني أمية إلى الاستبداد ، فثار عليهم خلفاء بني العباس ، فلما انتهى الأمر إليهم ، لم يكونوا خيرا من سابقيهم ، بل أستطيع ترديد عبارة أستاذي الدكتور ( ضياء الدين الريس – رحمه الله ) وقد درست على يديه جانبا من تاريخ الحضارة الإسلامية ، إذ قال في إحدى محاضراته ، مخاطبا لنا نحن تلاميذه : أعرف أن عواطفكم كلها ، أو جلها مع أبناء علي – كرم الله وجهه – ولكن لا تنسوا أن حركة الفتوح الإسلامية على امتدادها ما بين الصين والأندلس قام بها خلفاء بني أمية دون غيرهم !!

اترك تعليقاً