العنــوان : السندباد الصغير -29 مايو 2017

العنــوان : السندباد الصغير -29 مايو 2017

بطاقة الكتاب الخامس
العنـــــــــــوان : السندباد الصغير
النشـــــــــــــر : وزارة التربية بالكويت – صدرت طبعته الأولى عام 1965 . وتقررت دراسته لمدة سبع سنوات متتالية في درس القراءة .
عدد الصفحات : 177 صفحة
حول التجربة
لم أضمر أبدا – في أية مرحلة من مراحل العمر ، وعلى تعاقب الممارسات العملية – أن أستعلي على الموقع الذي أعمل فيه ، فما دمت قد قبلت القيام بهذا العمل ، فإنني أبذل فيه غاية الجهد ، ومحاولة التجويد فيه ، والإعلاء به قدر المستطاع ، ولعل هذه كانت ملحوظة أول ناظر مدرسة عملت مدرساً بمدرسته ( مدرسة حولي المتوسطة للبنين – الكويت ) الأستاذ علي الخولي ( وواضح من اسمه أنه مصري ، ولم يكن في الأمر مجاملة ، ولم أكن المصري الوحيد الذي يعمل بهذه المدرسة التي كان مدرسوها الثلاثون قسمة بين المصريين وأبناء غزة ، وأفراد من الأردن ، وسوري واحد !!
في تلك المرحلة أعلنت وزارة التربية ( الكويتية ) استقلال مناهجها عن المناهج المصرية ، التي كانت تمدها بالمقررات ، وبالكتب ذاتها أحيانا ، من ثم أعلنت الوزارة رغبتها في تأليف كتب دراسية تخصها ، ومن بينها كتاب القراءة ( الموضوع الواحد ) للصف الثاني المتوسط ، ورصدت مكافأة ( 600 دينار ) للكتاب الفائز . وهكذا قررت اقتحام المجال ، مستفيدا من سابقة التأليف القصصي ، والممارسة التدريسية ، والخبرة التربوية المكتسبة من خلال الممارسة في نفس الوقت .
وهكذا وضعت الخطوط الأولى لقصة ” السندباد الصغير ” وجعلتها من فصول يحكي فيها الأب ( النوخذا = الربان ) السابق بإحدى سفن السفر التي تمخر المحيط الهندي وبحر العرب ، وموانئ شرقي أفريقيا ، يحكي لأولاده ما شاهد في تلك البلاد ، وقد أفدت من كتاب عنوانه : ” أبناء السندباد ” تأليف : ألن فلييرز ، وأخضعت معارفه لمستوى التلميذ المخاطب ( حول سن الثانية عشرة ) ، وقد كلفني – من حر مرتبي الضعيف – نحو مائة دينار ، أجر الكتابة على الآلة الطابعة ، وأجر رسام المشاهد التوضيحية . وقد فاز الكتاب ، ولكن مفاجأة ( سخيفة ) كانت في انتظاري ، فقد قررت الوزارة – من جانبها ، ودون أن تعود إليّ في الأمر – أن يوضع على غلاف الكتاب اسم مؤلفين اثنين ، وليس اسم مؤلف واحد ، ولم تعتبر هذا التدخل شكليا إجرائيا ، وإنما عدته حقيقة ، فأضافت اسم شخص لم يكتب كلمة واحدة ، ولا تحمل ديناراً واحداً في نفقات إعداد الكتاب ، ومع ذلك منحته نصف المكافأة المقررة ( 300 ديناراً ) استحلها وأخذها ، مع أنه كان من زعماء الإخوان المسلمين المعدودين في الكويت ، وفي وزارة التربية ، وحين حدثته في ذلك لم يتطرق لسلوكه المالي ، وإنما قال ببساطة : أنا لم أضع في كتابك شخطة واحدة ، احتراما لما كتبت ، وتقديرا لموهبة الكتابة !! وهكذا لزمت الصمت . وكرهت هذا الكتاب بسبب ما لحقني فيه من ظلم ، لدرجة أن الوزارة رأت بعد بضع سنين أن تعيد النظر في طبعة جديدة ، فكتبت إليّ إن كنت أرغب في تعديل شيء ، أو إضافة شيء ؟! ولكنني رددت شفويا بأنني لا أريد رؤية هذا الكتاب ، فكان أن انتدبت الوزارة من جانبها العالم الأديب عبد الحميد البسيوني – رحمه الله – الذي استأذنني في التدخل ، فأضاف أسئلة تقويمية وظهرت الطبعة الجديدة ، وقد تحررت من اسم ذلك الإخواني ( شديد الورع ) ووضع اسم عبد الحميد البسيوني بجوار اسمي مراجعاً ، وكان من فضله أن أضاف مقدمة أثبت فيها أن الوزارة عرضت عليّ أن أقوم بإجراء ما أراه في الطبعة الجديدة ، غير أني اعتذرت فكلفته الوزارة بأن يقوم بهذا الجانب .
بعد أربعين عاما من صدور هذا العمل ، جمعتني مناسبة بوكيل وزارة التربية – حين صدور الكتاب – ، صديق العمر الدكتور يعقوب يوسف الغنيم ، فقلت له مداعبا : أنت مدين لي بـ 300 دينار ، فقال مازحا – بعد أن عرف المناسبة – أنا مدين لك بأشياء كثيرة ، أنت لا تدري عنها شيئاً !!

اترك تعليقاً