العنــوان : الواقعية في الرواية العربية [ أطروحة الدكتوراه ] -12 يونيو 2017
بطاقة الكتاب السابع
العنـــــــــــوان : الواقعية في الرواية العربية [ أطروحة الدكتوراه ]
النشـــــــــــــر : 1971 – مطابع سجل العرب – توزيع دار المعارف بالقاهرة ، صدرت بعد ذلك مصورة في طبعتين عن الهيئة المصرية العامة للكتاب 1991 ، وطبعة عن مكتبة الأسرة 2005 .
عدد الصفحات : 586 / قطع متوسط
حول التجربة
بعد مناقشة الماجستير ( يناير 1966) ظللت عاما كاملاً لا أجد فرصة لتسجيل الدكتوراه بدار العلوم ، إذ صدر قرار بعدم تجاوز إشراف الأستاذ على عشرة رسائل ، ولم يكن هذا القرار معمولا به في آداب عين شمس ، فانتهزت فرصة معرفة الدكتور القط بي ومناقشته لي في الماجستير ، وكتبت إليه رسالة من الكويت أرجوه أن يقبلني تحت إشرافه في كليته ، واقترحت – في رسالتي – خمسة موضوعات كلها صالحة ، فكان أن استجاب للاقتراح الأول “الواقعية” وكتب الطلب بخطه ، ودفع ثمن الدمغة من جيبه ، وقد حفظت له هذا الجميل ، ولا أزال ، على الرغم من أنه أخذ اتجاها آخر فيما بعد .
الواقعية – في تصوري – أسلوب أدبي يتطلع إليه ( ويدعيه ) كل مبدع عبر الأزمنة ، ولهذا تعددت توجهاته مع حركة الزمن ، واختلاف النزعات ، فهناك : الواقعية الرومانسية ، والواقعية النقدية ، والواقعية الاشتراكية ، والواقعية الطبيعية ، والواقعية السحرية .. ولعلها ليست آخر نزعات المبدعين في ( التمحك ) بالواقعية ، ومخالفتها في الآن نفسه !!
للآن أشعر بأن هذا الكتاب – وقد حظي بثلاث طبعات – لم ينل ما توقعت له من شعور بالتأصيل والأهمية النقدية ، وقد بلغ من اعتزازي به أنني أرسلت نسخا من الأطروحة عن طريق البريد الجوي والبري ( إذ كنت في الكويت ) غير مكتفٍ بالنسخ التي سأحملها في حقيبتي عندما أسافر للمناقشة ، وكأن تعدد جهات الإرسال وراءه الخوف من ضياع النسخ ، أو حتى ( سقوط الطائرة ) !! فتأمل معي كيف يكون أحد كتبك أعز عليك من حياتك !!
عندما تأهبت للسفر لحضور المناقشة ، واساني الدكتور عبد العزيز مطر – أستاذ علم اللغة ، وكان معاراً لجامعة الكويت – قائلا : لا تحزن إذا لم تحصل على مرتبة الشرف الأولى ، فالجامعات عادة تحتفظ بهذا التقدير للمعيدين بأقسامها . لم ألق بالا وذهبت ، وناقشت ، ونالت أطروحتي ( مرتبة الشرف الأولى ) وكانت لجنة المناقشة برئاسة : مصطفى ناصف ، وعضوية : مهدي علام ، ومصطفى مندور – رحم الله الجميع ، وأسكنهم فسيح جناته ، وقد أطروا جهدي الذي لم يخل – كما جرى العرف العلمي – من توجيه مآخذ ، وقد حفظت للجنة جميل دقتها ، وإنسانيتها في توجيه الأفكار ، وتدارك الأخطاء .
لقد تخلى الدكتور القط – بكل أسف – عن الإشراف بعد اكتمال تحرير الأطروحة وتسلمه النسخة الخطية من يدي ، لوشاية ( استمع إليها ) من بعضهم ، حين كان أستاذا زائراً قادما من الجامعة الليبية إلى الكويت ، فرد الرسالة رداً غير كريم لأسباب مزعومة ، غير أني تحملت ، واستوعبت الصدمة ، وقبل الدكتور مصطفى ناصف نقل الإشراف إليه ، وحاولت من جانبي أن اشرح له موقفي ( الأخلاقي ) حتى لا يظن بي الظنون ، فكان أن قال لي بعبارة محددة صارمة : أنا سأقرأ هذا الكلام الذي كتبته ، وستنال عليه الدرجة التي تستحق ، بصرف النظر تماما عن أيكما الذي تعدى حدود الواجب !! وقد كان .
ناقشت ، وسافرت عائدا إلى عملي ، وانتقلت من درجة معيد إلى درجة مدرس بآداب الكويت ، وكان ذلك في يناير 1970 ، وحين عدت إلى مصر في العطلة الصيفية حملت هدية ( يشهد الله أنها كانت من قلبي ، وصدق ضميري وتقديري ) ذهبت بها إلى الدكتور ناصف ، فاعتذر بقوة عن عدم قبولها ، بل صحب طفليّ ( وائل وهاني في ذلك الوقت ) إلى نادي هليوبوليس ليسبحا ويلعبا ويتغديا تحت رعايته ، إذ لم أكن حصلت على أية عضوية في نوادي مصر على اتساعها .
رحم الله مصطفى ناصف ، ورضي عنه وأرضاه .. فقد كان رجلا .. وعالما ..