العنــــوان : الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ – 3 يوليو 2017

العنــــوان : الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ – 3 يوليو 2017

بطاقة الكتاب التاسع
العنـــــــــــوان : الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ
النشـــــــــــــر : الطبعة الأولى ( مكتبة الأمل – الكويت 1972 ) – الطبعة الثانية ( مكتبة مصر – الفجالة 1978 ) – الطبعة الثالثة ( دار قباء – القاهرة 2001 ) .
عدد الصفحات : عدد صفحات الطبعة الأخيرة 354 صفحة / قطع متوسط
حول التجربة
هذا الكتاب – في موضوعه – يستجيب لميول قارئه ، وإرواء حاجته مدحا أو قدحا في الموضوع ، أو في المؤلف ، أو في المنهج . ووراء “فكرة” هذا الكتاب حكاية طريفة . عام 1972 ، وقد مضى على إنجاز الدكتوراه عامان ، وصدرت كليوباترا ، ذات يوم ربيعي طرقت إحدى العاملات باب قاعة المحاضرات (كلية البنات – كيفان) وقالت : عندنا ضيف في انتظارك بالاستراحة . قدم الضيف نفسه إليّ قائلا : أنا عبد المنعم الثلاثية !! وعلى قرب الإشارة فإنني لم أفهم ، ربما كنت لا أزال في أجواء الدرس الذي كنت ألقيه على طالباتي . عقّب شارحا : أنا ابن أخت نجيب محفوظ (الإخواني) الذي استعار له شخصية عبد المنعم بن خديجة في (الثلاثية) ، رحبت به وقدمت له تحية ، واختصر هو الطريق إلى المطلوب ، فقدم نفسه مرة أخرى بأنه مسئول عن مجلة (عرفت فيما بعد أنها تطبع في الكويت ، وترخيصها إماراتي ، وتمويلها سعودي) اسمها “اللقاء العربي” وأن اسمه تحديداً (جمال النهري) والطريف أنني طول صحبتي لمجلس نجيب محفوظ ، واقترابي منه لم أجد ضرورة لأن أسأله عن صحة هذه الدرجة من القرابة . المهم أنه طلب أن اكتب للمجلة سلسلة مقالات تحت عنوان “الإسلام في أدب نجيب محفوظ”!! قلت له : إن الناقد لا يصح له أن يعتذر عن عمل علمي جاد يحتاج إلى جهد ، ولكن العنوان الذي تقترحه ليس عنوانا نقديا ، فليس في مناهج النقد الأدبي ما يمكن أن يسمى “النقد الديني أو النقد الإسلامي” . حاول إثنائي عن موقفي ، ولكني تمسكت برأيي حتى بعد “إغراء” النشر الفوري للمقالات – وهو ما يسعى إليه أي ناقد – والمكافأة السخية المباشرة ، التي لا يرفضها حتى أستاذ جامعة الكويت ، ولكني تمسكت برأيي ، وبعد اخذ ورد وافق على اقتراحي بأن يكون العنوان : “الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ” ، من ثم يكون المدخل النقدي هنا هو المنهج “الأخلاقي” وهو منهج له سياقه المعرفي والتاريخي والجمالي . وافق جمال النهري على العنوان متضرراً ، لأنه – حسب قوله – إن الإخوان لا يحبون كلمة الروحية لأنها بالنسبة إليهم تشتت الاهتمام عن موقفهم الإسلامي الصارم ! قلت له : هذا شرطي الوحيد ، فوافق .
كما هي عادتي مع كل دراسة أقوم بها لا أعتمد على الذاكرة ، وإنما أعود لقراءة مادة الموضوع وما يتعلق بها من مصادر ومراجع من جديد وكأني لا أعرف عنه كلمة واحدة !! وهكذا بدأت بالثلاثية الفرعونية ، ونشرت هذه المقالات في “اللقاء العربي” وكنت سعيدا بطريقة النشر ، غير مهتم بهوية المجلة في ذاتها ، وبدأنا إثر ذلك في روايات المرحلة الواقعية من روايات محفوظ ، وهنا اعترض حادث لم أعمل له حسابا ، وربما ولا جمال النهري نفسه ، فقد أثيرت في تلك الفترة أقاويل ظالمة ومجرمة عن أم الزعيم جمال عبد الناصر ، واصلها العرقي ، وسرعان ما استجاب النهري (للهوجة) ونشر مقالة في إحدى الصحف الكويتية تحت عنوان :”من هي أمه ، ولماذا هي غامضة ؟” يقصد أم الزعيم عبد الناصر . وهنا هاج الناصريون الكويتيون ومن بينهم أحد الوزراء الذي اتخذ قراراً بطرد النهري – كاتب المقال- من البلاد في ذات اليوم ، فتدخل وسطاء لإبقائه يوما ليتمكن من سحب أوراق أطفاله من مدارسهم !!
طار النهري ، فاستقر في السعودية . اختفت المجلة تماما . بالطبع توقفت مقالاتي ، وضاعت المكافأة الموعودة ، ولكن لم يتوقف البحث . فكان هذا الكتاب .

اترك تعليقاً