هوامش على ( الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ ) – 4 يوليو 2017
هوامش على الكتاب التاسع
( الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ )
1- صدرت الطبعة الأولى عام 1972 بمناسبة بلوغ نجيب محفوظ سن المعاش ( التقاعد ) ، وفي الطبعات التالية كان الكتاب ينمو مع تتابع إنتاج نجيب محفوظ ، وقد انفرد ” الإسلامية والروحية ” بنهجه الخاص الذي يمكن أن يواجه معارضة ، كما أن نقيضه يواجه معارضة كذلك ، ومع هذا فأرجح أن المحاولة النقدية التي تحملت مسئوليتها كانت تستحق تقديراً أكاديميا ، أو رسميا يليق بها ، ولا أعرف مصدر الخلل في حياتنا الثقافية ، ويبدو أن مصادر الخلل متعددة !!
2- في مجلة ( فصول ) – مع الأسف – عندما عرض بعض كتابها للنقد الأدبي في مصر لم يجد في وصف كتابي هذا غير أنه ليس نقداً ، لأنه ” يستنطق ” روايات نجيب محفوظ ، ولم يفتح الله على ناقدنا الكبير بغير هذا ( الاستنطاق ) حتى لوث المكان ، وملأ المساحة المطلوبة .
3- منذ دراستي في الجامعة وأنا لا أتحمس أن ” يؤلف كتاب في الرد على كتاب ” اعتقاداً مني بأن المؤلف الحر ينبغي أن يكتشف موضوعه من داخله ! أتذكر وأنا طالب في الفرقة الأولى بدار العلوم كان الدكتور علي الجندي يلقي علينا محاضرات في الشعر الجاهلي ، وكان نصف المسائل التي يثيرها في الرد على كتاب طه حسين ، وكنت ” في ضميري ” أستهجن هذا المنهج ! وفي الفرقة الثانية درس لنا الدكتور محمد عبد العزيز الكفراوي محاضراته عن ” العصر الأموي ” فقضى وقتا طويلا في الرد على كتاب شوقي ضيف عن التطور والتجديد ، وكنت ” في ضميري ” لا أتحمس لهذا النهج ! ولكن حين أخذت بزمام ” الإسلامية والروحية ” وجدتني في حالة اشتباك مستمر مع دراسة نقدية أعلنت ماركسية أدب نجيب محفوظ ، ولم يكن باستطاعتي تجنب هذا الاشتباك ، فعذرت الدكتور الجندي والدكتور الكفراوي فيما سبق أن لمتهما فيه من الناحية المنهجية .
4- حين نشرت الطبعة الأولى أرسلت إلى نجيب محفوظ بنسخة مهداه بخطي ، ومعها أربع نسخ أخرى على عنوانه بالأهرام ، فلم يمض وقت طويل حتى جاءتني منه رسالة خطية ( من حقي أن أعتز بها ) وهي التي أرفق صورتها أعقاب هذه الكلام ، وفي رسالته تلك يحدد رؤيته الحضارية ، ويمكننا أن نكتشف أنها ذات الرؤية التي عرض لها في رواية ” قلب الليل ” التي كتبها بعد تاريخ هذه الرسالة بعدة سنوات .
5- كان هذا الكتاب مفتتحا لعلاقة مباشرة ، واقتراب فكري من نجيب محفوظ ، وتوفيق الحكيم ، إذ أصبح من المعتاد أن أكون واحدا من جلسائهما الدائمين مدة المصيف بالإسكندرية لسنوات عديدة ، حتى بعد رحيل توفيق الحكيم .
6- من المعروف عن نجيب محفوظ أنه لا يرد على ناقديه ، أو منتقديه ( شأنه في هذا شأن أمير الشعراء أحمد شوقي ) ، ولكنه كان إذا فاجأه جليس محاور بوصف أدبه بأنه ماركسي – يقول له : إذن فاقرأ كتاب الإسلامية والروحية ، وتأمل ماذا يقول ! فإذا كان جليسه المحاور يصف أدبه بأنه تقليدي محافظ ( إسلامي ) – فإنه يقول له : إذن فاقرأ كتاب المنتمي للدكتور غالي شكري !!
7- بالمناسبة – هامش على الهامش – لقد قسوت أحيانا في مناقشة آراء الدكتور غالي شكري ( رحمه الله ) ، ولكنه ظل صديقا ودوداً ، وحين اتصلت حبالي بالمعهد العالي للتذوق الفني ( أكاديمية الفنون ) ، والتقيت بالدكتور وائل غالي شكري – أستاذ فلسفة الجمال ووكيل المعهد – أحببته ووددته محبة الأب لابنه العزيز ومودته !!