اسم الكتاب : مقدمة في النقد الأدبي – 31 يوليو 2017
بطاقة الكتاب الثالث عشر
اسم الكتاب : مقدمة في النقد الأدبي
الناشر : دار البحوث العلمية – الكويت – 1975 .
عدد الصفحات : 598
حول التجربة
صدر هذا الكتاب في أعقاب حصولي على الترقية إلى درجة “أستاذ مساعد” النقد الأدبي ، وهو أول كتاب يحمل في عنوانه نصاً على النقد الأدبي ، وعلى اتساع مساحته فقد عددته “مقدمة” ولم أكن مبالغا في ذلك ، بل صدر هذا العنوان عن وعي وأمل في إنجاز مشروع نقدي له تصوره الخاص ، ففي هذه المقدمة بدأت بالتعريف بفنون الأدب الحديث من القصة القصيرة ، والرواية ، والمسرحية ، والمقالة الأدبية ، والشعر الحديث ، وقد انبسط هذا القسم على نصف حجم المطبوع تقريبا ، أما النصف الآخر فقد بدأ (من جديد) مع النقد (القديم) متدرجا مع مصادره الأولى ، وقضاياه المبكرة ، بما يعني أن هذا التصور الذي صدر الكتاب في ضوئه كان يمضي على خط البدء بالتعريف بفنون النقد الحديث ، ومصطلحاته ، واهم قضاياه (إجمالا) ليعود إلى الأسس القديمة ، وكأنما يبدأ مرة أخرى بطرح قضايا النقد القديم تأصيلا وتفصيلا في ضوء تلك المعرفة العامة بالنقد الحديث !
ولعلي رأيت –ولا أزال أرى- أن طالب النقد الأدبي في المنهج الجامعي من الخير له أن يبدأ بالنقد الحديث كي يتحقق له الإلتحام بالنشاط الإبداعي ، ونقده في زمانه ، وكما يعايشه ، ثم يبدأ من جديد بالطرح التاريخي للنقد القديم متدرجا من بداياته لتمام نضجه في القرن الخامس الهجري تقريبا .
في هذا الكتاب عرفت بمصطلح الأدب القديم والمعاصر ، والفرق بين الأدب ودراسة الأدب ، وبين الدراسة الأدبية والدراسة النقدية ، والفرق بين النقد والبلاغة ، كما عرفت بخطوات الموقف النقدي ، وبالمذاهب الأدبية الغربية إجمالا ، ثم قدمت دراسات تطبيقية عن :
– قصيدة : أراك عصي الدمع – لأبي فراس الحمداني
– ومسرحية : حبيبتي شامينا – للدكتور رشاد رشدي
– ورواية : شمس الخريف – لمحمد عبد الحليم عبدالله
– وقصة : صوت مزعج ( القصيرة ) – لنجيب محفوظ
أما قسم النقد القديم ، فقد بدأ بالنقد في العصر الجاهلي ليتوقف عند الإسلام وفن القول ، ويؤصل الملامح الفكرية بين نقاد العصر الإسلامي ، والعصر الأموي ، واهم بيئات النقد في العصر الأموي خاصة . ليفرد مساحة لبدء التأليف المنهجي ، فيعنى بصحيفة بشر بن المعتمر ، وفحولة الشعراء للأصمعي ، وكتاب طبقات الشعراء لمحمد بن سلام الجمحي ، وكتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة .
لم ينل هذا الكتاب حظه من إعادة الطبع ، ولم يعد حجمه – مع ارتفاع أسعار الورق – يساعد على إعادة طبعه ، واذكر أن أستاذنا شوقي ضيف ، وكان عضو هيئة التدريس بالقسم الذي أعمل به (آداب الكويت) قد أعجبه ما كتبت عن الجمحي وابن قتيبة بخاصة ، وقال لي : إن ما صنعته عن هذين الناقدين جدير – مع قليل من التوسع في الاستشهاد – بأن يكون مادة كتاب في النقد القديم ، له اصالته ،ودقته ، وابتكاره !!
أما الناشر المشهور (الخانجي) ،وقد لقيته في إحدى المكتبات في الكويت ، وشكوت له أنني أجد مشقة في النشر مع تعدد المؤلفات ، فقال كلمة هي حكمة لمن يتأملها : أنت طبعت كتباً ، ولكنك لم تنشر !! النشر قضية أخرى .