اسم الكتــاب : صقر الرشود – مبدع الرؤية الثانية – 28 أغسطس 2017
بطاقة الكتاب السابع عشر
اسم الكتـــــاب : صقر الرشود – مبدع الرؤية الثانية .
النشـــــــــــــر : منشورات مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية – جامعة الكويت 1980 .
عدد الصفحات : 280 من القطع المتوسط
حول التجربة
صدر هذا الكتاب في مناسبة مؤلمة ، عقب رحيل أحد رواد المسرح في الكويت (صقر الرشود) في زهو شبابه ، فلم يكن قد تجاوز الثلاثين من العمر تقريبا ، ومع ذلك كان قد حفر اسمه واضحاً بأن شَكَل مساراً مختلفا للتطور المسرحي في الكويت . إذ سبقه إلى بناء الظاهرة المسرحية : محمد النشمي ، وفرقته المرتجلة ، ثم وفد زكي طليمات وأسس معهداً فنياً متوسطاً ، وأسس فرقة المسرح العربي (الكويتية) التي بدأت عروضها بمسرحيات عربية فصيحة : صقر قريش ، أبو دلامة ، عمارة المعلم كندوز – ولم يعجب صقر الرشود بهذا النهج التقليدي ، إذ كان يتوق إلى مسرح اجتماعي متطور معبر عن بيئته المحلية ، وكان يجد في نفسه القدرة على التأليف ، وعلى الإخراج ، وقد بذل جهداً واضحاً في الاتجاهين ، وبلغ مستوى الإجادة الراقية في إخراجه لمسرحية الكاتب المصري ألفريد فرج بعنوان ” علي جناح التبريزي وتابعه قفة ” وقد حضر العرض الأستاذ ألفريد نفسه الذي أثنى على الصيغة الكويتية في الإخراج ووصفها بأنها متفردة ، كما أنه ألف عدداً من المسرحيات (منفردا) وثلاث مسرحيات بالاشتراك مع صديقه الأثير عبد العزيز السريع ،وكانت عروض هذه المسرحيات المشتركة في أنشط درجات الرواج .
صقر الرشود بدأ نشاطه المسرحي وهو موظف يحمل الشهادة الثانوية ،وبعد افتتاح جامعة الكويت (1966) أغراه هذا بإكمال تعليمه ،وبالفعل درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وحمل البكالوريوس ،ولم يتوقف عن تنمية مواهبه في التأليف والإخراج . أما وظيفته الرسمية فكان موظفا بقسم النشاط المدرسي بوزارة التربية ،وقبيل وفاته طلبته دائرة الفنون في دولة الإمارات كخبير ، فطلب موافقة الوزارة بالكويت ، فأذنت له . سافر وفي ليلة الكريسماس كان في سيارة مع مجموعة أصدقاء يقصدون الشارقة . خايلتهم أضواء سيارة مقابلة ، ارتبك السائق ، تضاعف خوف صقر الرشود بتوقع النهاية ، فتح باب السيارة وهي تنقلب ، فكان مصرعه ،ولم يمت غيره في الحادث .
كنت في لندن إبان خبر الوفاة ، وقد أخفاه عني أصدقاء الغربة ، لما يعرفون من حميمية العلاقة بيني وبين صقر ، فلما رجعت إلى الكويت ، وعرفت ، رأيت أن أعبر عن محبتي له في كتاب ، اخترت لتقديمه الأستاذ سعد أردش (الاسم الرسمي لسعد أردش : سعد قردش ) وكان أستاذاً بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت ، وقد حاولت في هذا الكتاب أن أوثق المعلومات والعروض والأفكار حتى يكون الكتاب كافيا أو قادراً على الإجابة عن أهم الأسئلة التي تتعلق بإبداع صقر الرشود .
بعد زمن قلت ليعقوب الغنيم وزير التربية ، ما عرفته عن صقر وهو أنه – أي صقر- تمنى لو أن الوزارة تمسكت به ، ولم تسمح له بالإعارة ، فقد آلمه أن تفرط بلده به بهذه السهولة ! فكان رد الوزير الصديق : ليسامحنى وليسامحه الله ، فقد ظننت أنني أحقق له أمنية يفخر بها ، وهي أنه يعار إلى بلد عربي قريب ومقدر له – بدرجة خبير – ولكنه قرأ الموافقة من منظور آخر !!