اسم الكتــاب : حادثة خط الاستواء (مسرحية) -25 سبتمبر 2017
بطاقة الكتاب الحادي والعشرين
اسم الكتـــــاب : حادثة خط الاستواء (مسرحية)
النشـــــــــــــر : الطبعة الأولى : اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1981 .
الطبعة الثانية : دار قباء – مصر 2001
عدد الصفحات : 200 صفحة من القطع الصغير
حول التجربة
لعله توافق طريف صنعته الظروف ، فقد احتفل المسلمون بالعام الهجري الجديد 1439 منذ يومين ، وقد ألفت هذه المسرحية بمناسبة استهلال القرن الخامس عشر الهجري ، أي منذ أربعين عاما تقريبا ، وكانت الكويت قد دعت إلى مؤتمر إسلامي موسع فكانت لي مشاركة من خلال هذه المسرحية ، وأيضا كتابة مسلسل نصف درامي (اختارته إذاعة الكويت ) ليشغل مساحة من برامجها طوال الشهر الذي انعقد المؤتمر فيه ، وكان عنوان ذاك المسلسل “أم القرى” ، ويمكن تخيل الأحداث والشخصيات التي يستدعيها مثل هذا العنوان التاريخي ، الذي وصفت به مكة المكرمة . أما “حادثة خط الاستواء” فكان باعثها : نفي الالتباس السائد – على الأقل حتى ذلك الحين – بين مصطلح “الأدب الديني” ، و “الأدب الإسلامي” فكثيراً ما اختلط هذا بذاك عند الدارسين بدافع الحماسة ، والرغبة في الدعاية ، وليس بدافع تصويب الرؤية ، وتجديد الوعي . “الأدب الديني” – في جوهره – أخلاقي ، يحث على اعتناق الفضائل ، والتهذيب ، والالتزام بالقيم الدينية . أما “الأدب الإسلامي” فهو تعبير عن “رؤية” ، عن فلسفة ، وجوهر هذه الرؤية : الإنسان والكون – الإنسان في تصوره لدوره في الحياة ، وبعد الحياة ، وهذا الدور يغلب عليه الطابع الفلسفي ممتزجا بالرؤية الدينية التي وسعت أفق الوجود البشري للفرد وللجماعة ، بحيث يتسع للإنسان /للإنسانية / للمنظور / لما وراء المنظور / لما كان قبل / وما سيأتي بعد !!
وهكذا “تصيدت” شخصية “حي بن يقظان” – وواضح من تركيب الاسم أنه نموذج رمزي للإنسان ، وما ينبغي أن يكون عليه وعيه بأطراف الحياة من حوله !
كيف شكلت “حكاية” فيها طرافة ، ولا تخلو من مفاجآت مشوقة ، تنتهي إلى إقرار “جانب” من الرؤية الإسلامية لموقع الإنسان في الحياة وفي المجتمع .
“حي بن يقظان” حكاية فلسفية مخترعة ، كتبها ثلاثة من الفلاسفة الإسلاميين : ابن سينا – ابن طفيل – السهروردي ، اتفقوا في جوانب ، واختلفوا – حسب مواقفهم الفلسفية – في جوانب أخرى ، غير أن حكايتي الخاصة افترضت ما اتفق عليه الثلاثة ، وهو أن حي بن يقظان قد دفعت به ظروف ما إلى أن وجد نفسه وحيدا في جزيرة خالية من البشر . مضى زمن نضج فيه حي فصار رجلا ، اجتمع الفلاسفة الثلاثة ، تنازعوا شخصية حي ، فكل يدعي أنه الذي انفرد بصنعه ، ثم اتفقوا على أن يبحروا إلى تلك الجزيرة النائية التي وضعوه فيها ، ليكون مستودع رؤاهم المثالية ، وتصوراتهم النظرية ! وبالفعل .. عبروا إليه ، وراقبوه خلسة ، هو ومن معه ، (فلم يكن وحيدا في تلك اللحظة) وإنما كان قد وقع في أسر قرصان مغامر ، وقد تمكن القرصان من أسر الفلاسفة الثلاثة ،و استجوابهم عن سبب قدومهم . وهنا يكتشف “حي” – من خلال الاستجواب – أن الذين صنعوه ، وضعوه في المكان الخطأ ، ومن ثم يقرر تصويب ذاك الخطأ الفلسفي بمنطق الدين نفسه !!