اسم الكتـاب : قصائد متمردة من شعر أحمد العدواني – 9 أكتوبر 2017
بطاقة الكتاب الثالث والعشرين
اسم الكتـــــاب : قصائد متمردة من شعر أحمد العدواني
النشـــــــــــــر : الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة – 2002
عدد الصفحات : 271 صفحة من القطع الصغير
حول التجربة
رحل الشاعر الكبير أحمد العدواني عن دنيانا عام 1990 عقب انسحاب الغزو العراقي لبلده ، وهذا الشاعر متعدد الأنشطة الإبداعية ، ويحمل عقلية إيجابية في أدائها الإداري ، فقد كان وكيلا لوزارة التربية ، ثم وكيلا لوزارة الإعلام ، ثم أمينا عاما للمجلس الوطني ، وفي هذا الموقع الأخير ظهرت قدراته ، ووضع الخارطة الثقافية الكويتية ، بحيث يخاطب بها أمته العربية ، وتكون مطلوبة لأي مثقف في أي مكان من العالم ، وقد استعان العدواني بجهاز من المستشارين في مقدمتهم الدكتور فؤاد زكريا ، والدكتور محمد إسماعيل موافي ، والدكتور طه محمود طه ، وغيرهم من المصريين وغير المصريين ، وهذه الاستعانة ، مع العزيمة أساس النجاح الذي حققه في رسالته .
العدواني أحد أعضاء “مجلة البعثة” التي نشرها بيت الكويت بالقاهرة ، وظلت تصدر سبعة أعوام (1946 – 1953) ، وهو شاعر قومي وإنساني ، له فكر ، وفن يتميز بمذاقه ، كتب القصيدة ، والأغنية (العامية) كما كانت له لمسات في مجال التمثيل ، وفن القصة .
أعجبت بالعدواني مبكرا ، وعلى الرغم من موقعه الثقافي ، فإنه لم يصدر ديوانه إلا مؤخرا جدا (قبل رحيله بعشر سنوات) وكانت دراستي التي حملت عنوان : “العدواني شاعر متصوف في محراب المجتمع” قد تجاوزت سبعين صفحة ، حملها العدد الأول من مجلة (دراسات الخليج والجزيرة العربية) التي تصدرها جامعة الكويت .
كنت أتردد عليه في مكتبه ، فنشأت بيننا درجة من الثقة ، منحني في ضوئها ما عُرف بالكراسة الحمراء التي تحمل شعره (السري) فاخترت بعضا منها في دراستي المشار إليها ، صدر ديوانه (أجنحة العاصفة) في حياته ، وبعد رحيله ظهر ديوانان جمعهما بعض مريديه ، ولكن ما اختاره الشاعر بنفسه يبقى الأقدر والأجمل في التعبير عن شخصيته . أما القصائد المتمردة ، فقد اخترتها بعاطفة المحبة قبل بصيرة النقد ، إذ كان العدواني يحب مصر جدا (وإن لم يكتب عنها شعرا) وذات لقاء عبر لي عن أن جلسته في مقهى بشارع الألفي (بالقاهرة) ، وأمامه كوب العصير وهو يشاهد الشارع وحركته – هي عنده صانعة البهجة التي لا تقاوم ، ولا مزيد عليها .
القصائد المتمردة المختارة راعيت ترتيبها في الديوان ، كما راعيت تصاعد نبرة التمرد وصوره في قصائده ، على أن قصيدته المطولة ” شطحات في الطريق” وهي في مئة بيت كاملة من الموزون المقفى ، قد جمعت في أثنائها ما سبق أن كشفت عنه من نزعته الصوفية (الاشتراكية) وتعاليه على المناصب ونزعات السلطان ، وأرى أن هذه القصيدة –لو لم يكن للعدواني من شعر غيرها- فإن فيها الكفاية لتدل على شاعر كبير وقدير .
أحمد العدواني ومستشاروه الذين أشرت إليهم ، وفي مقدمتهم الفيلسوف الدكتور فؤاد زكريا هم أصحاب تلك الرؤية الثقافية الشاملة في مجال عالم المعرفة ، وعالم الفكر ، والمسرح العالمي ، وكل ما يصدر عن المجلس الوطني بالكويت .