اسم الكتـاب : الصورة والبناء الشعري – 18 سبتمبر 2017

اسم الكتـاب : الصورة والبناء الشعري – 18 سبتمبر 2017

بطاقة الكتاب العشرون
اسم الكتـــــاب : الصورة والبناء الشعري
النشـــــــــــــر : دار المعارف – مصر 1981
عدد الصفحات : 220 صفحة من القطع المتوسط
حول التجربة
هذا الكتاب الذي صدر بعد الحصول على درجة الدكتوراه بعشرة أعوام أو تزيد ، ثمرة لموقف وقرار . أوضح هذا بالإشارة إلى موضوع الماجستير ، ومن بعده موضوع الدكتوراه ، وما بينهما ، وما بعدهما من مؤلفات لم تخرج عن نقد فنون السرد (القصة القصيرة والرواية) وتأليف روايتين ، وبعض القصص القصيرة ، أما في مجال الشعر والمسرح فإن الأمر لم يتجاوز جوانب من النقد الانطباعي ، أو اختيار قصائد قديمة أو حديثة ، والتعليق عليها من جهتي ، أو بقلم ناقد محترف . وهكذا ظل “نقد الشعر” – أو البحث في أصوله ومكوناته وفنونه ، في موقع الترقب والتشوق دون أن أفكر في اقتحام التجربة (الشعرية) بجسارة الناقد المحترف !
هل كان هذا الشعور تجاه فن الشعر سببا في أن أتفرغ عن عملي التدريسي بجامعة الكويت لمدة فصل دراسي ، جمعت إليه العطلة الصيفية ، وسافرت إلى كمبريدج لتنشيط اللغة ، ثم إلى جامعة لندن لحضور دورات في نقد الشعر ؟ لقد فعلت هذا ، وتحملت نفقته المادية والنفسية (فقد كانت زوجتي وأولادي يعيشون في الكويت بمفردهم) وبعد العودة ، ربما ، رأيت أنني أقرب إلى التأهل للاقتراب من الشعر ، وفنونه الضاربة في الزمن ، كما أنها ضاربة في مجهول النفس الإنسانية !!
الكتاب من تسعة فصول ، فبعد المقدمة عرض لطبيعة الصورة ، وفلسفتها بين الترابط والتوحد ، ثم عرض لمفهوم الوثبة – أو المقطع في سياق بنية القصيدة ، وتحت عنوان الفصل الخامس (العقل ورفض العقل) تعرضت لفنون المجاز ، وكيف يعود اللامعقول إلى المعقول ، وكان هذا مدخلا إلى أنماط الصورة في البلاغة العربية ، وقد أوصلنا هذا إلى الفصل الثامن عن “البناء الشعري” لننتهي إلى الفصل التاسع بعنوان :” نموذج من الشعر ، وأسلوب في التحليل” وهو عن إحدى سونيتات شكسبير ، ومحاولة تحليلها من منظور “الصورة والبناء” ، وهما جوهر فن الشعر كما يتراءى لي ، ولعلي لم أغير موقفي من الشعر وخطورته إلى اليوم ، ولعلي – كذلك – أتحفز لكتاب آخر عن الشعر من منظور : “الشعر ورؤية العالم” ، وهذا العنوان الذي أعلنه “محجوز” لحسابي حين تواتيني القدرة على اقتحام قدس أقداس الشعر بفرز قشوره عن لبابه ، وتبيان سر التركيب الذي تصبح به القصيدة إنسانية في عمق مداركها ، فنية في نسب تركيبها ، قادرة على النفاذ إلى وجدان المتلقي عبر الحضارات ، والأجناس البشرية ، واللغات الإنسانية .
أزعم أن هذا الكتاب الذي طبعته دار المعارف لمرة واحدة ، ولعل بعض اللوم يعود إليّ لأنني لم أعرض على الدار أو على غيرها إعادة طباعته – أزعم أن هذا الكتاب تلقيت عنه الكثير من الثناء وبخاصة من طلاب الدراسات العليا الذين يتطلعون إلى الشعر ، ومن عدد من الزملاء الذين يدرسون النقد الحديث في جامعاتنا .

اترك تعليقاً