اسم الكتـاب : حكاية الزكي الهراس (مجموعة قصصية) – 6 نوفمبر 2017

اسم الكتـاب : حكاية الزكي الهراس (مجموعة قصصية) – 6 نوفمبر 2017

بطاقة الكتاب السابع والعشرين
اسم الكتـــــاب : حكاية الزكي الهراس (مجموعة قصصية)
النشـــــــــــــر : الهيئة المصرية العامة للكتاب – 1987
عدد الصفحات : 159 صفحة من القطع الصغير
حول التجربة
هذه المجموعة من القصص القصيرة (13قصة) تحتل الموقع الثاني بين المجموعات الثلاث التي ضمت أهم ما كتبت في صيغة قصص قصيرة ، وقد نشرت عام عودتي من العمل في الكويت إلى شوارع القاهرة !!
وأكثر قصص هذه المجموعة نشرتها (مجلة العربي) زمن رياسة الدكتور محمد الرميحي لتحريرها ، وكان قبل أستاذا بالجامعة (قسم الاجتماع) ، وكانت لي به علاقة مودة ، وثقة علمية (وهي الأهم) .
القصة التي تحمل المجموعة اسمها ، عن الشخص فاقد الشخصية (تافه) المشغول بالمظهر ، وبشكليات النظام دون اهتمام بالجوهر ، وهو العمل الذي يمارسه . أيام الجامعة حصل على تقدير “مقبول” وقذف به مكتب القوى العاملة لإحدى الوزارات (مع عشرات غيره بالطبع) . وفي يومه الأول عقب استلام العمل لم يشغله شيء قدر اهتمامه بتصحيح نطق اسمه ، فهو ” الزكي” وليس “زكي” ، ومع رقة مظهره البادية ، التي تناقض اللقب العائلي (الهراس) ، فإنه كان يترك انطباعاً متناقضا في نفوس زملائه ورؤسائه في العمل ، وما لبث أن فطن إلى ذلك ، واستثمره ، وساعده في استثماره لصالحه ، أن المرحلة كانت تتسم بالقلق والصراعات ، والمنافسات الحزبية والعشائرية غير النزيهة ، ومن ثم : فكلما جاء موسم الترقية بالاختيار تعارضت أسماء موظفين لهم انتماءات عشائرية ، أو حزبية ، أو دينية .. إلخ ، مما يوقع جهات الاختيار في الحرج ، فينصرف اهتمامها عن المتعارضين ، على الرغم من أنهم الأجدر والأقدر ، وبذلك يحصل الزكي الهراس على الترقية – دون أية جدارة تذكر – إلا المساعدة على تجاوز أزمة مرحلية لدى القيادات الإدارية .
هذا النموذج (مصري) بكل أسف ، معمول به في كل مواقع العمل (مع تكرار الأسف) وقد نشرت هذه القصة في مجلة “البيان” الكويتية – مجلة رابطة أدباء الكويت- كاملة ، فلما قدمتها للنشر في ملحق الجمعة الأدبي للأهرام ، اقتطعوا منها الجزء الختامي المسرف في حساسيته ، إذ كان المتنافسان على درجة وكيل وزارة مساعد : أحدهما مدير ناصري متمسك بالاشتراكية ، ويتبنى مطالب صغار الموظفين ، ويدافع عن حقوقهم ، وآخر سلفي ، أو إخواني مشغول – في صميم وقت العمل- برفع الآذان ، وحث الموظفين على الصلاة ، والحرص على صف الجزم والزنانيب بعناية أمام الحصر الممدودة ، غير مهتم بطوابير أصحاب الحاجات والمصالح المعطلة أمام الشبابيك تنتظر انصراف المصلين الصالحين جدا !!
هذا النموذج الطريف “مضرب مثل” ويمكن أن يكون شخصية أساسية محركة في عمل درامي ، بإحدى وسائط الفنون ، ولكن لم يحظ بهذا الاهتمام الخاص ، مع وجود قصص أخرى في هذه المجموعة خاصة لها هذه النكهة المميزة التي تجمع في سياق واحد بين الطابع التأملي الفكري ، وممارسة الحياة العملية ، وبحورها العميقة !

اترك تعليقاً