اسم الكتـاب : صورة المرأة في الشعر الأموي – 20 نوفمبر 2017

اسم الكتـاب : صورة المرأة في الشعر الأموي – 20 نوفمبر 2017

بطاقة الكتاب التاسع والعشرين
اسم الكتـــــاب : صورة المرأة في الشعر الأموي
النشـــــــــــــر : ذات السلاسل – الكويت 1987
عدد الصفحات : 346 صفحة من القطع المتوسط
حول التجربة
هذا الكتاب أخر ما ألفت ونشرت قبل إنهاء عملي بالكويت ، وعودتي إلى مصر ، وقد كتبته متأثراً بمناهج الغربيين حين يؤلفون عن الشعر ، وهم في هذا يخالفون طريقتنا (العربية) التي يستغرقها ، أو يغرقها ، الاهتمام بقضايا السياسة والمجتمع ، وتستهلكها الأخبار ، ومناقشة أوجه الاختلاف أو الخلاف ، فإذا ما بلغت ضفاف الشعر كانت قد استُهلكت وخمدت جذوة الحماسة للشعر الذي من أجله بُنيت هذه الدراسة !!
في الغرب يتجه الاهتمام – حين يكون الهدف الكتابة عن الشعر – إلى الشعر نفسه ، ومن ثم يكون عرض النصوص ، واستخلاص جمالياتها المعنوية ، والأسلوبية ، والتصويرية ، وبنيتها الصوتية -هو الذي يحظى باهتمام الباحث (المؤلف) تاركا الصورة الحضارية ، أو السياسية ، أو المجتمعية لمن تعنيه هذه الصورة .
إن هذا الفرق بين طريقتنا السائدة أو المألوفة ، والأقرب إلى التحقق فيما نقرأ من بحوث عن شعرنا العربي ، وبين طريقتهم حين يكتبون عن شعرهم ، يؤكد سلامة منهجهم ، وصفاء رؤيتهم ، فالباحث في الشعر يمكن أن يجد في مادة الشعر ذاته ما يشير إلى هذه الجوانب التي تشغله ، وتتعلق بالحياة السياسية والاجتماعية .. إلخ .
فالشعر – أي شعر- منتج إنساني صادر عن موهبة عائشة في زمانها ، مستوعبة – بدرجة أو بأخرى- طبائع عصرها ، ومشكلات مجتمعها ، ولها موقف من هذا كله ، سينعكس على المنتج الشعري . وعلى افتراض أن الشاعر كان يعيش حالة استعلاء ، أو خصام ، أو لا مبالاة مع مجريات عصره ، ووقائعه المختلفة ، فلم تظهر هذه أو تلك في صناعة شعره ، فإن من حق الشاعر أن يكون كذلك ، وأن يضع سره في صناعة شعره ، ولهذا يكون البدء في البحث من هذا النوع بالتعرض لأحداث السياسة ، وطبائع المجتمع غير ذي جدوى في استيعاب تجربة هذا الشاعر .
هكذا إذاً تشكلت مادة “صورة المرأة في الشعر الأموي” ، فأعطيت النصوص الشعرية موقع الاهتمام ، ومكان الصدارة ، واتجه الجهد البحثي إلى إظهار جوانب الخلاف أو الاختلاف مع الدراسات التي عرضت –من قبل – للموضوع ذاته (المرأة) في العصر ذاته (العصر الأموي) فكأن هذا الكتاب يحمل درجة من التحدي (المنهجي) في اقتحامه موضوعا دُرس عدة مرات ، واستقرت في شعره الأحكام والأقوال ، ومع ذلك فإنه –في اعتماده على النصوص الشعرية المشهورة والنادرة والمجهولة كذلك- حاول أن يقدم عن المرأة (موضوعا للشعر ، أو المرأة قائلة للشعر) صورة مختلفة ، إن لم تكن غير مسبوقة بالنسبة لذلك العصر الأموي الذي استقرت صورته في البحوث العامة على أنه منقطع – أو قريب من الانقطاع – عن العصر السابق ، والعصر اللاحق، فكتب عن تكسير الأنماط ، والفعل ورد الفعل ، وعن الشر المقهور ، وعن التجارب النادرة ، وغيرها .

اترك تعليقاً