اسم الكتـاب : الكويت والتنمية الثقافية – 18 ديسمبر 2017
بطاقة الكتاب الثالث والثلاثين
اسم الكتـــــاب : الكويت والتنمية الثقافية
النشـــــــــــــر : عالم المعرفة – الكويت 1991 .
عدد الصفحات : 277 صفحة من القطع الصغير
حول التجربة
صدر هذا الكتاب عن سلسلة “عالم المعرفة” في سبتمبر 1991 ، بعد أن توقفت السلسلة عن الصدور عاما كاملا ، بسبب أحداث تعرضت لها الكويت بفعل جارتها (العراق) . وهي أحداث مؤلمة ، لا تزال أوجاعها تهز الجسد العربي .
إنني أحب العراق ، التي قادت الحضارة العربية (زمن بغداد) طوال خمسة قرون ، وتأصلت فيها النزعة العسكرية ، حتى كان أخي إبراهيم يردد أمامي وأنا طفل : “العراق هي بروسيا العرب !! ” فنشأت وأنا أعتنق هذه العبارة باقتناع ، إلى أن عرفت أن بروسيا – من بين الولايات الألمانية – هي التي قادت حركة الوحدة الألمانية !! غير أن هذا الحب الموروث ما لبث أن تعرض لمحنة التعارض مع حبي للكويت ، المؤسس على إجادتها للدور الذي اختارته لتملأ فراغه على المستوى العربي ، وهو الدور الثقافي . ولسنا نجهل أن الكويت تحتسب من مناطق الأطراف ، وليست في مركز الأمة العربية مثل : مصر أو الشام !! ومع ذلك استطاعت أن تنتج وتتبنى قضايا حداثية مستنيرة ، وتقدمها إلى كافة جهات الأمة (بالمجان تقريبا) ولابد أن عامل (العشرة الطويلة) قد أدى دوره في حسم الاختيار . لهذا كان وقع الحدث الدامي (1 أغسطس 1990) قاتلا بالنسبة لي ، حتى لقد تمنيت لو أنني لم أكن غادرت الكويت قبل ذلك بثلاثة أعوام ، لأشارك أهلها / أهلي معاناتهم ، والخطر الماحق الذي تعرضوا له .
أما وهذه حالتي على الحقيقة فقد اتصل بي مسئول كويتي من مقر هجرة الوزارة في “الطائف” يطلب مني أن أكتب ما تحتمله مكتبتي ومعرفتي عن الكويت ، وكان من المفترض أن يشاركني مؤلفان في ذات الكتاب ، بحيث اختص بالثقافة ، ويعرض الآخران للسياسة والاقتصاد . غير أنهما لم ينجزا ما عهد به إليهما ، في حين اتسع كتابي – من منظور الثقافة – لتغطية جوانب من السياسة والاقتصاد لا تنهض الثقافة إلا معتمدة عليهما .
بقدر ما كانت المناسبة مؤلمة ، فإنني فخور (جدا) أنني ألفت هذا الكتاب ، وأعتقد بأنني التزمت الصدق والتوثيق لكل ما ذكرت . لقد كتب الأستاذ الدكتور فؤاد زكريا مقدمة اختص بها كتابي ، بما يعني تقديره للمحتوى ، وصدق ما شهد به ، وفضلا عن أن هذا الكتاب نفسه فاز بجائزة “مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ” فإنه قد ترجم إلى اللغة الصينية ، في إطار مشروع ترجمة تبادلي بين الكويت والصين .
وإنه لمما يسعدني كثيراً أن الدور الثقافي الذي تضطلع به الكويت عبر مؤسستها العريقة : “المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب” – لا يزال كما هو على نقائه وتبنيه لقضايا التقدم والاستنارة .