اسم الكتـاب : إسلاميات نجيب محفوظ – 8 يناير 2018
بطاقة الكتاب السادس والثلاثين
اسم الكتـــــاب : إسلاميات نجيب محفوظ .
النشـــــــــــــر : الهيئة العامة لقصور الثقافة – 1994 .
عدد الصفحات : 142 صفحة من القطع الصغير .
حول التجربة
هذا الكتاب مزدوج العنوان ، وهذا الازدواج يلبي مطلبا لم يكن واضحا في أساسه (الفكري/النقدي) القديم ، حين صدر كتاب “الإسلامية والروحية في أدب نجيب محفوظ” قبل ذلك بأكثر من عشرين عاما . أما العنوان الشارح فهو :”أدب نجيب محفوظ : حقيقة الرؤية ومطالب التشكيل الفني” . ويبدو أنه صدر بمناسبة الاعتداء على نجيب محفوظ (في الحادثة الشهيرة) وكان أساس العودة إلى الموضوع أن الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد ، وكان رئيسا لمجلس إدارة (دار الهلال) ، ورئيس تحرير مجلة (المصور) – اتصل بي (ولا أدري من الذي دله عليَّ!!) فطلب أن اكتب للمجلة عدة مقالات عن الطابع الإسلامي الأخلاقي البادي في روايات نجيب محفوظ . وكان طبيعياً أن أكتب برؤية مختلفة ، ليست مناقضة للمحاولة الأولى ، وليست –كذلك- إعادة لها . من ثم كانت المقالات التي نشرت في صحيفة (المصور) وشكلت مادة هذا الكتاب .
المدخل تحت عنوان : “الضمير الغائب في قراءة نجيب محفوظ” ، ومما جاء فيه : “حين يكون “الضمير” طرفا أساسيا في قضية فنية ، فلابد أن تتاح الفرصة المباشرة للكاتب أن يحدد مقاصده ، ويكشف عن هويته” ، وهذه إشارات دالة من حوارات غير قصصية قالها نجيب محفوظ :
• لعل الاضطراب الناشيء من قراءة أدبي –أحيانا- مصدره أن قلبي يجمع بين التطلع لله ، والإيمان بالعلم [من رسالة شخصية أرسلها إليَّ أثبتها في صدر الطبعة الثانية من كتابي ” الإسلامية والروحية”] .
• بعض الناس قالوا إن الدين من المضامين الأساسية في كل كتاباتي [ من حوار معه ، آخر ساعة ، 10 مايو 1989 ] .
• مثلي الأعلى هو الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم [ في حوار معه – مجلة الشباب – مايو 1989 ] .
فما الذي تقوله قصص نجيب محفوظ ورواياته ؟ وبأي مقياس نعده كاتبا فوضويا هداماً ، أو أخلاقيا بناءًّ ؟!
وكما نرى فإن مثل هذه العبارات الاعترافية لم تشفع لصاحب القامة العملاقة ، وأصحاب هذه القامات عرضة للإصابة عادة ، في حين يدب الأقزام آمنين ، وليس لأن بعض القراء ، أو قطاعا من الناس انحرف بفهم أسلوبه ، وغايات أدبه عن معانيها الحقة ، فدائما سيوجد من يعجز عن الفهم ، ويلتوي بالقول ، ويبحث عن العيب حتى يجده . أما الباعث الحقيقي على الألم – كما أراه – والظرف الاستثنائي الذي نسأل الله تعالى بمنه وكرمه ألا يتحول إلى قاعدة ، فإنه ماثل في مناقشة الفكر بالسكين ، والرغبة في فرض الفهم الخاص بالعنف ، وإلغاء حق الاختلاف . وأهم من هذا أن الذين “لا يعرفون” قانعون بما لديهم ، لا يطلبون المعرفة ، وإنما يستريحون لاتهامها، وهذا هو البلاء العظيم ، وقانا الله شره !