اسم الكتـاب : الصورة الفنية في شعر علي الجارم – 26 فبراير 2018

اسم الكتـاب : الصورة الفنية في شعر علي الجارم – 26 فبراير 2018

بطاقة الكتاب الثالث والأربعين
اسم الكتـــــاب : الصورة الفنية في شعر علي الجارم .
النشـــــــــــــر : سلسلة كتابات نقدية –الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة – 1999
عدد الصفحات : 200 صفحة من القطع المتوسط .
حول التجربة
لم أكن راغبا في تأليف هذا الكتاب ، ومن باب أولى لم أكن متحمسا لنشره ، ولكن الدكتور الناقد مجدي أحمد توفيق – حين كان مسئولا عن تحرير سلسلة “كتابات نقدية” التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة – هو الذي تحمس للنشر ، ورأى أن المحاولة تستحق .
لقد تعرفت على شعر علي الجارم في زمن مبكر ، وقد ارتبط في ذاكرتي بأنه كان أحد قراء شعر شوقي في المحافل حين تعجز حنجرة أمير الشعراء عن الجهر بشعره . وقد ارتبطت وفاته بذكرى مؤلمة ، إذ حدثت مفاجأة بالقاهرة وهو مصغ إلى أحد أبنائه إذ كان يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراشي (رئيس وزراء مصر ، الذي اغتاله أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين ، عام 1949م )
وقد حورب شعر الجارم ، وضيق على ديوانه حتى منع نشره (تقريبا) أعقاب قيام ثورة 1952 ، لكثرة ما حمل هذا الديوان من قصائد المديح والزلفى للملك فاروق . ولهذا غابت نصوصه من كتب المدارس . وحين أتيح لي أن أقرأ ديوانه كاملا، بشيء من التريث ، بدا لي أن علاقته بالقصر الملكي لم تكن علاقة شاعر بملك، أو شاعر معجب بملك شاب ، فقد كانت الزلفى واضحة ، والتصنع فيها مكشوفاً ، لأن الشاعر لم يترك مناسبة صغيرة أو عابرة تتعلق بالقصر الملكي ، إلا ودبج فيها قصائد غير مرة ، حتى أعياد ميلاد الأميرات الصغيرات !! وللآن أعجب كيف لشاعر أن يصنع بناءً شعريا صحيحا حول طفلة لا تزال تحبو ، وليس لها حضور بأية درجة في الحياة العامة أو في حياة الشاعر ، أو في حياة أهلها !!
مع هذا عندما أعلنت الهيئة العامة لقصور الثقافة عن احتفالية بالجارم ، لم أتخذ من هذا الرأي (الشخصي) في شعره سبباً لمجافاة قراءته ودراسته ، لأن هذا الموقف المسبق سيقلب إيجابياته الفنية إلى سلبيات . من هنا اخترت أن أكتب عن الصورة الفنية في شعره . ولهذا تقول العبارة المسجلة على الغلاف الأخير : ” إن استبعاد هذا الشاعر الكبير عبر نصف قرن بسبب موضوعات شعره لا تكفي لتجريده من موهبته الإبداعية ، وإن الدخول إليه من باب الصورة الفنية تأكيد لمستوي التشكيل الفني المتميز . إن إعادة النظر في مفهوم شعر المناسبات ، ومفهوم الصورة الفنية يكشفان معني الوجه الشعري الجمالي في ديوان الجارم ” .
لقد عارض وحاكى قصائد من التراث العربي المشرقي ، والأندلسي ، فقدم الدليل على أن “مفتش اللغة العربية” – في زمانه – يملك ثقافة لا تخذله ، إذا أراد أن يصنع أثرا جميلا ، وإن ظلت الروح – بدرجة ما – خابية ، أو خافية ، لأن الشاعر (الجارم) يعمل عقله ، ويفتش في ذاكرته ، ويستدعي محفوظه ، ويحتال على معانيه ، من ثم لا تجد حضورا حقيقيا لطبعه ، وهذا الطبع هو المنبع (الفطري) لجلال الشعر وجماله .

اترك تعليقاً