اسم الكتاب : أساطير عابرة الحضارات -12 مارس 2018
بطاقة الكتاب الخامس والأربعين
اسم الكتـــــاب : أساطير عابرة الحضارات .
النشـــــــــــــر : دار قباء – القاهرة – 2000
عدد الصفحات : 227 صفحة من القطع المتوسط .
حول التجربة
هذا الكتاب يعد محاولتي الأولى في نطاق (الدراسة المقارنة) ، وقد آثرت أن يكون محتواه نوعاً من تعقب الأساطير التي تمثل مرحلة مبكرة في التجربة الإنسانية ، بل إنها عند علماء الأنثروبولوجيا تمثل العصر الأول (البدائي) الذي تأسس عليه عصر الفلسفة ، ثم أعقبه عصر الديانات على تتابعها . وفي تصوري أن أساطير الإنسان القديم استطاعت أن تتجاوز اختلاف اللغات ، والعقائد ، والطبائع الموروثة ، والعصور، لتمثل أفقا عاليا ، يمكن أن نجد أهم ملامحه في مبدأ “النماذج العليا” . غير أن الأسطورة ليست فكرة مجردة (قد تصبح كذلك في العصر التالي – عصر الفلسفة) . الأسطورة حكاية إيمانية تحاول أن تفسر بعض الظواهر الكونية ، والسلوكيات ، والطبائع الإنسانية التي لم يرق العقل الإنساني إلى اكتشاف عللها . ومن هنا استطاعت الأساطير أن تحقق وجودها مع اختلافات محدودة ، لأن المنطلق الإنساني الذي اخترعت استجابة له ، يتسم بالعمومية والفطرية ، وهكذا تحركت “قافلة” الأساطير بين اليونان والهند والثقافة العربية .. إلخ .
عنوان الكتاب يستدعي تعبيرا سياسيا شائعا عن الصواريخ عابرة القارات ، غير أن “أساطير عابرة الحضارات” كان يتطابق مع أهداف الدراسة المقارنة ، ومع ذلك فقد رأيت العدول عنه في الطبعة الثانية – التي توشك أن تظهر – إلى “الأساطير : بين سحر الفكر وغواية المتخيل” . وقد زادت هذه الطبعة الثانية ثلاثة فصول بعد المقدمة التأسيسية . يمكن أن نجمل محتوى الفصول العشرة في عناوينها :
الفصل الأول : الأسطورة والواقع : بين التجاوز والتطابق .
الفصل الثاني : الأساطير بين التشابه والاختلاف .
الفصول الثالث والرابع والخامس : عن العرب والأساطير .
وبذلك جمعت هذه الفصول الثلاثة بين قضايا نظرية استشراقية ، زعمت أن العرب (الجنس السامي عامة) غير قادر على إنتاج الأساطير ، لأنه جنس آثرته السماء بشرائعها ، من أقدم عصورها ، وقد ناقشت هذه الفصول ذلك الزعم ، ودحضته بالتعريف ببعض الأساطير الجاهلية المبكرة ، وبالكشف عن الصلات العرقية، والثقافية ، والتجارية – في العصر القديم – بين عرب الجزيرة واليمن ، وأهل الشام والعراق ، ومصر التي عرفت الأساطير (كديانة) منذ إيزيس وأوزوريس . وقد عنيت الفصول الثلاثة عن العرب والأساطير بما ورد في القرآن الكريم عن (هاروت وماروت) بين النص القرآني والأسطورة ، والتناول المسرحي ، كما أراده الأديب علي أحمد باكثير في مسرحيته “هاروت وماروت” .
في الفصول الباقية عناية بملحمة “جلجامش” البابلية وهي فيما أرى أكمل الأساطير القديمة ، وأبهاها ، وملحمة “ذو القرنين” – وتعريف بالنقد (الأدبي) في ضوء الأسطورة . لنختم بحلم اليوتوبيا ما بين جمهورية أفلاطون ، ويوتوبيا توماس مور ، إلى رواية الخيال العلمي : السيد في حقل السبانخ .