نبي جائع – 27 ديسمبر 2018
1- اللؤلؤة : نبي جائع ..
* نبي في الضحـى سـارٍ يولول في الربى وحدهْ
ويحكـــي للتــراب حكـــايةً أســــرارُها عــــنده ..
* سـألت عليـه من ناحوا على خطواته الحيــرى
فقـالــوا : مـن قـديـــم الـــدهر لا ندري له أمرا ..
* شقـــيٌّ ، جـائـــعٌ ، عـارٍ ، ذليل الوجه ، مصفرُّ
ويضـرب كفــــهُ فــــي الأرض مــن ألمِ ، فتخضرُ
* وبيــــن يـديه بلهــــاء الحديدِ ، جثا لها له القدرُ
إذا لمسـت حجـــــابَ التُّــــربِ أينع تحتهـا الحجرُ
* أفـقْ يـا خالق الفردوس .. تــلك جنايةُ الفاسِ
أعــــبدٌ أم نبــــــيٌ أنت منبـــــوذٌ مــــن النـاسِ؟
* ألا دع سحركَ الجوعان .. واضـرب أينما ساروا
ولا يخـــدعك دمـــعُ القـومِ ، إن الــــدمع خــدَّارُ !
* زمــان الرق مات ، وأنت حشـرجة على أجلـه
وديــن الـــذل إلحـادٌ سئمنا الـوحي مـن رُسلـه
2- المحارة :
– لم يترك شاعر هذه القطعة لقارئها مجالا للاستنباط ، واحتمال التحريف ، فالنبي الجائع هو “الفلاح” ، ومحمود حسن إسماعيل شاعر الفن الخالص .. الفن الصافي ، كما أنه شاعر أصحاب التميز ، الذين دهمتهم مواكب الحياة ، ومواكب الطغاة ، ومواكب الجبارين ، فأذهبت بهاءهم ، وعفت على إبداعهم ، وكأنهم عبء على الحياة ، وهم صانعوها وأصحاب الأثر الخالد في تشكيلها وتنميتها .
– الصفات التي خلعها على شخصية الفلاح تسلك شعر محمود حسن إسماعيل ، في إطار الأيديولوجية ، وبخاصة مع سبق ديوانه الأول “أغاني الكوخ” ، وحتى في ديوانه الثاني (الملك) – الذي يتجاهل الناشرون إعادة طبعه لاختلاف الزمن – نجد مدائحه لفاروق مرتبطة بمطالب الشاعر وأمانيه تجاه الكادحين من أبناء وطنه .
– يمكن أن يعد محمود حسن إسماعيل أحد بناة الشعر بما هو رؤية كونية سامية، ورؤية اجتماعية عادلة ، ودعوة فنية توفيقية نادرة ، وإن تطور أغراض قصائده، وأنساق تشكيلاتها لتعطي شعورا قوياً بشاعر تفتحت بصيرته ، كما تفتحت عيناه على المرئي والخفي من جهات حياتنا العابرة .. والمستمرة .
3- الهيــر :
– القصيدة من ديوان “أين المفر” – وهو الديوان الرابع – للشاعر محمود حسن إسماعيل – ص815 – الناشر : دار سعاد الصباح بالكويت – 1993 .