اسم الكتـــــاب : أهمية أن نعرف – 7 مايو 2018
بطاقة الكتاب الثالث والخمسين
اسم الكتـــــاب : أهمية أن نعرف .
النشـــــــــــــر : دار قباء – القاهرة – 2006 .
عدد الصفحات : 143 صفحة من القطع المتوسط .
حول التجربة
العنوان الكامل المختزن في ذاكرتي ، الذي يعد “الشرارة” التي تستضيء بها بحوث هذا الكتاب ، هو : “أهمية أن نعرف كل الحقيقة” ، وقد تصدرت هذه الصيغة الفصل السادس (الأخير) من محتوى هذا الكتاب .
لقد شعرت في داخلي بأهمية المحتوى الفكري والحضاري ، الذي تبثه الصفحات ، لدرجة أنني حين تم طبعه ، وضعت منه مئة نسخة أثناء اجتماع الصالون الشهري في بيتي ، ورحت أحرض رفقاء الصالون على أخذ ما يشاءون من نسخ الكتاب ، وتوزيعه على من يرغب في قراءته ، وكنت أردد عبارة قالها الشاعر الأموي (جرير) إذ نظم قصيدة شَعَرَ بأهميتها المتجاوزة – بالنسبة إليه – فكان يقول لأفراد قبيلته : من لم يروِ هذه القصيدة فقد عقني !!
فكأنما وضع جرير روحه وضميره ، وخلاصة تجاربه في هذه القصيدة ، وكذلك كنت اشعر حين أنجزت هذا الكتاب ، الذي يحمل في طوايا فصوله الستة ، قضايا ومواقف وآراء شديدة الأهمية بالنسبة لمصر : تاريخا ، وحاضراً ، ومستقبلا ، فقد كان لي رأي كتبته منذ ربع قرن ، وألقيته في مؤتمر أدباء مصر – المقام بمدينة العريش – وهذا الرأي يتعلق بأسلوب تعمير سيناء : كيف يكون ؟!
كما عرجت على قضايا تبدو لي في هذا المستوى من الأهمية ، من زاوية بناء الوعي العام ، وضرورة الاحتكام إلى معايير واضحة ، وموضوعية في كل ما نمارس من أنشطة ، حتى لقد علقت مستنكراً – في زمن مبارك – على أن تكون لصوره هذا الانتشار المروع في ميادين مصر ، وشوارعها ، وكأنه ليس هناك قانون يحدها ، وأشدت بما انتهى إليه المفكر الجزائري (بن نبي) في كتابه عن “مشكلة الثقافة” ، وهو أن الشعب الذي يعرف الصواب ، والمعيار الصحيح ، ولا يلتزم به ، وإنما يتساهل ، ويجامل ، وينافق ، وينحرف ، فإن هذا الشعب – وهذه خليقته – لديه قابلية للاستعمار ، فما دمت تعرف الصحيح الكامل ، وتصنع الفاسد الناقص ، فكأنما أنت – عملياً – تعترف بعجزك ، وانحرافك ، وتقر للأكمل ، والأنشط ، والأكثر علما والتزاما ، بأنه أحق منك بقيادة بلدك (الذي لا تستحقه) !!
وكذلك تعرضت لموضوع “الإبداع” وكيف أنه لا يزدهر ويؤتي ثماره الطيبة ، إلا تحت مبدأ الحرية ، فالمجتمع الحر هو الذي يبدع الفنون القوية المتجاوزة ، وفي هذا السياق عرضت لموضوع “الرقابة” ، فرفضت كل أنواع الرقابة على إطلاقها ، ومهما كانت أسبابها ، ورأيت أن الرقيب الحق هو المجتمع نفسه : القارئ ، أو المشاهد هو الذي باستطاعته أن يرفض الإنتاج الناقص والمشوه والمنحرف أو المحرف . المهم أن نعطي المجتمع هذه الفرصة ليقول رأيه فيما يقرأ وفيما يشاهد .
أما أن يتدخل “الرقيب” بالمنع أو البتر ، فإنه – فضلا عن أن هذا المسلك قد يكون حافزاً لمزيد من لفت الأنظار ، وتحقيق الانتشار ، فإنه نوع من القمع ،والكبت المفسد لحرية الإنتاج في أي منحى من مناحيه الأدبية أو الفنية ، أو العملية ..