اسم الكتـــــاب : الصالونات الثقافية وفاعليتها في الوعي العام – 11 يونيو 2018
بطاقة الكتاب السابع والخمسين
اسم الكتـــــاب : الصالونات الثقافية وفاعليتها في الوعي العام .
النشـــــــــــــر : الهيئة المصرية العامة للكتاب -2016 .
عدد الصفحات : 147 صفحة من القطع المتوسط .
حول التجربة
لقد تحمست لإنجاز هذا الموضوع الذي نادرا ما نجد من اهتم به ، فإذا أبدى شيئا من الاهتمام فهناك صالون العقاد ، وصالون مي ، وكأن الله لم يخلق غيرهما ، وهذا غير صحيح ، فظاهرة الصالونات انتعشت مع ديمقراطية السياسة والثقافة ، أي منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر . وقد تعددت خطوط هذه الدراسة ، فلم تكن ذات أهداف إحصائية تحرص على تعقب الظاهرة في شتى مناحيها . ولعل العناية برصد “ديمقراطية الثقافة” ونموها بين سائر الطبقات أهم من الطابع التسجيلي أو الإحصائي . ومن المؤسف أنه بين الإعلاميين – إلى اليوم – من لا يرى غير صالون العقاد وصالون مي ، فإذا أراد التظاهر بالجدية أشار إلى صالون نازلي فاضل السابق على العقاد ومي معاً ، وإذا أراد أن يبرهن على أنه لا يزال يتابع ظاهرة الصالونات إلى يومنا ، فإنه لا يذكر منها غير صالون في المعادي يقدم الوجبات الدسمة ، ويتظاهر بأرستقراطية الثقافة (حتى اسألوا الطرابيلي محرر المصري اليوم) . في حين أن جامع مادة هذا الكتاب – وله صالون بالمعادي ، مر على بدايته ثلاثون عاماً ، لم يتوقف في أي شهر من شهورها – لم يمنح صالونه أكثر من بضعة أسطر ، وامتد بالظاهرة إلى الأعمال الأدبية (الروائية) التي اهتمت بالصالونات ، واتخذت منها محركاً للثقافة وللوعي السياسي في زمانها ، مثل : صالون الدكتور ماهر عبد الكريم ، الشخصية المحورية في رواية (المرايا – 1973) ، ولم يحل هذا دون التطرق إلى بواكير الصالونات العربية في بغداد ، وفي الأندلس ، ثم في القاهرة في العصور الوسطى ، وكذلك أسسنا لنشأة الصالون في الثقافة الفرنسية ، وأثرها الإيجابي ، وكيف كانت ظاهرة نسوية في بداياتها ، وكذلك صعدنا مع الصالون في مصر حتى نافسته المقاهي الثقافية التي يعرفها الناشئون في رحاب الإبداع والنقد ، وكذلك عرضنا لأهم صالونات سورية ولبنان ، والمملكة السعودية والكويت ، وغيرها . وهكذا تعقبنا الظاهرة في كل مناحيها الممكنة لباحث مفرد لم يتعود أن يركن إلى أحد في جمع المادة التي يعتمد عليها .
وإذا كان أنيس منصور قد عنون كتابه : “في صالون العقاد كانت لنا أيام” فالحقيقة أن المنجز العلمي والنقدي جاء عن طريق صالون طه حسين وليس العقاد ، فهكذا كسبها العقاد لعبا ،و كسبها طه حسين نتيجة (بلغة مباريات الكرة) .
هناك فارق أساسي بين صالون العقاد ومي ، ومن سار على نهجهما وصالونات المرحلة الراهنة ، فقديما كنت تقصد شارع السلطان سليم (المنزل رقم 13) لتستمع إلى العقاد . أما في زماننا فالثقافة تفاعل ومشاركة ، وليس لأحد أن يتسيد على غيره ، فجوهر الثقافة المعاصرة : حرية الرأي ، وتعدد الأفكار ، واتساع المسافة لكل من يرى في نفسه القدرة على الإضافة ، وهذا ما لم يكن يقبله العقاد بأية صورة من الصور .