من مواقف النفري ( موقف الرحمانية) – 27 سبتمبر 2018

من مواقف النفري ( موقف الرحمانية) – 27 سبتمبر 2018

1- اللؤلؤة : من مواقف “النفري” : (موقف الرحمانية) .
-” أوقفني في الرحمانية ، وقال لي : هي وصفي وحدي .
-وقال لي : ما بقي للخلاف أثرٌ فرحمة ، وما لم يبق له أثرٌ فرحمانية .
-وقال لي : إن استخلفتك شققت لك شقاً من الرحمانية ، فكنت أنت أرحم بالمرء من نفسه ، وأشهدتك مبلغ كل قائل ، فسبقته إلى غايته ، فرآك كل أحد عنده ، ولم تر أحداً عندك .
-وقال لي : إذا رأيتني فاتبعني ، ولو صرفت وجوه الكل عنك ، فإني أُقبل بهم ، خاضعين إليك .
-وقال لي : إذا رأيتني فأعرض عمن أعرض عنك ، أو أقبل إليك .
-وقال لي : من غاب عني ، ورأى علمي ، فقد استخلفته على علمه ، ومن رآني وغاب عن علمي فقد استخلفته على رؤيته” .
2- المحارة :
-الرحمانية : معنوية الوجود ، وشهود وحدانية هو شهود الرحمانية . وأوقفني في الرحمانية معناه : أشهدني إياها .
-ومعنى “أن الخلاف رحمة ، والاتفاق رحمانية” : أن الخلاف الرحمة يرتبط بالعلم ، فاختلاف العلماء رحمة ، أما مقام الرحمانية : فإنه لا يبقى فيه خلاف .
-ومعنى “إن استخلفتك شققت لك شقا من الرحمانية” : أن أكون أرحم بالمرء من نفسه – “فرآك كل أحد عنده” : أي تحدثه بذوقه الخاص به ، فيظن أنك في مقامه – “ولم تر أحداً عندك” : أي لم تجد صاحب مقام إلا وهو دونك .
-ومعنى “إذا رأيتني فاتبعني” أن يتمسك العارف الواقف من مشاهداته الخاصة مهما وجد من إنكار ، لأن الصدق شاهد لنفسه .
-ومعنى “أعرض عمن أعرض عنك ، أو اقبل إليك” : إعراضه عمن أعرض أسهل من إعراضه عمن أقبل عليه .
-أما قوله “من غاب عني ، ورأي علمي” : فإنه يعني التفرقة بين طالب العلم ، والواقف بالحضرة الإلهية ، ينتظر الإشراق ، وبينهما فرق في مصادر المعرفة .
3- التجمير :
-“النفري” (محمد بن عبد الجبار بن الحسن النفري) أحد أعلام التصوف في القرن الرابع الهجري ، وأشهر مؤلفاته : (المواقف) و(المخاطبات) .
-نشرت مكتبة المثنى ببغداد نسخة مصورة من “المواقف” و “المخاطبات” نقلا عن طبعة دار الكتب المصرية بالقاهرة 1934 – تحقيق المستشرق أربري – المحاضر بالجامعة المصرية .
-أصدر الدكتور جمال المرزوقي عن “النفري” كتابين ، أحدهما جمع النصوص الكاملة ، وقدم لها ، والآخر درس وحقق شرح مواقف النفري – تأليف : عفيف الدين التلمساني .
-الكتابان من إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب .

اترك تعليقاً