الأصل والتقليد – 25 أكتوبر 2018

الأصل والتقليد – 25 أكتوبر 2018

1- اللؤلؤة : الأصل والتقليد .
” أعلن أحد النبلاء أنه مقيم حفلا ترفيهيا عاما على المسرح ، وأنه مُقدم جوائز ثمينة لكل من يأتي بعرض جديد .
جذب الإعلان مهرجا يتمتع بين جمهوره بشعبية واسعة ، ووعد بتقديم عرض جديد كل الجدة .
وحينما أتى يوم العرض ، وقبل ميقات الحفل بساعات ، غص المسرح بالنظارة ، وقدم اللاعبون ألعابهم ، إلى أن جاء دور المهرج المعروف ، فخرج إلى المسرح وحده خاوي اليدين . وأطبق على المسرح سكونٌ تام ، انتظاراً لما سوف يُقدم .
وقف المهرج ، وحنى رأسه إلى صدره ، وأطلق صوت خنزير أتقن تقليده ، حتى ألح النظارة على المهرج أن يبدي الحيوان الذي لابد مخفيه في مكان ما كما قالوا. ولما كشف لهم أنه لا يحمل خنزيرا ، كان التصفيق يصمُّ الآذان .
وكان بين النظارة ريفي سخر من عرض المهرج ، وأعلن أنه مقدم غدا عرضا للعبة عينها أرقى . وفي الغد غص المسرح بالطوفان ، وقدم المهرج تقليده بين تصفيق الجمهور .
أما الريفي فقد حمل معه قبل الصعود إلى المسرح خنزيرا صغيرا أخفاه تحت عباءته . وعندما جاء دوره ، رجاه النظارة أن يجيد لو استطاع . وقرص الريفي الخنزير في أذنه بقوة ، فأطلق صرخة عالية .
ولكن الجمع صخبوا ، وأعلنوا في صوت واحد ، أن تقليد المهرج لا يزال هو الأصدق إلى الحياة . فأخرج الريفي الخنزير من تحت عباءته ، وقال لهم ساخرا : كي تعلموا أي نوع من القضاة أنتم ” .
2- المحارة :
-هذه إحدى خرافات “أيسوب” ، وهي تعيد – من مستوى آخر- طرفة أبو دبوبة الزنجي ، التي حكاها الجاحظ ، فأثبت بها أن التقليد المتقن أكثر إقناعاً من الطبيعة المبددة أو الضعيفة . فهذا المهرج استطاع أن يقنع جمهور المسرح بأنه يستمع لصوت خنزير حقيقي ، فكان التقليد المتقن مثيراً للإعجاب ، حتى وإن كان البعض يعرف أنه ليس أكثر من مقلد . في حين أن الصوت الطبيعي لم يكن جاذبا ، ولا مثيرا للشعور بالإتقان ، على الأقل لأن هذا هو المفترض فيه .
-نستدعي من الذاكرة مشهد الدكتور (حتى) و (البرنس المفلس) اللذين تنافسا على أداء مشهد اختلاس مبلغ مؤثر في كليهما ، فمع أن أساس الدور أمير متعاظم مفلس هو الذي يقوم بالاختلاس ، فإن البرنس الحقيقي عجز عن إتقان الأداء ، في حين أدى دكتور النحو المشهد بنجاح ، فاستحق الجائزة .
3- الهيــر :
-” اللؤلؤة من كتاب “خرافات أيسوب” (خرافة : المهرج والريفي) ترجمة عبد الفتاح الجمل – الناشر دار الفتى العربي – القاهرة بيروت – الطبعة الثانية 1987 – ص 150- 151 .
-مشهد البرنس ودكتور النحو من مسرحية “الأيدي الناعمة” لتوفيق الحكيم ، وقد تحولت إلى فيلم سينمائي .

اترك تعليقاً