جبل التوباد (الصورة الفنية ) – 15 نوفمبر 2018
لؤلؤ منثور
1- اللؤلؤة : جبل التوباد (الصورة الفنية) :
جبــل التَّــــوبـــاد حيـاك الحيا .. وسقــى الله صبـانا ورعـى
فيك ناغينــا الهـوى في مهده .. ورضعنـــاه فكـنت المُـرضعا
وحــدونا الشمس في مغربها .. وبكـرنا فسبقنــــا المـطلَعـا
وعلـى سفحــك عشنــا زمنـا .. ورعـينـــا غـنـم الأهـــل معا
هــذه الــــربوة كـــانت ملعبـاً .. لشبــابينـــا وكــانت مـرتعــا
كـم بنينــا مـن حصاها أربُعــاً .. وانثنينــا فمحـــونــــا الأربُعـا
وخططـنا في نقا الرمل فلـم .. تحفـظ الريح ولا الرملُ وعى
لـم تـزل ليلى بعيني طفلــةً .. لـم تـزد عن أمسِ إلا إصبعــا
ما لأحجـارك صُمـا كلمـا هاج .. بي الشــوق أبتْ أن تسمعا
كلمـا جئتـك راجعــتُ الصبــا .. فـأبــت أيـــامــه أن تــرجعــا
قد يهـون العمـرُ إلا ســاعـةً .. وتهـــونُ الأرضُ إلا مـوضعـــا
2- المحارة :
-يعد كتاب “الأغاني” للأصفهاني – المصدر الأساسي للمعرفة بسيرة (مجنون ليلى = قيس بن الملوح) ، وقد اتصل شاعرنا الأمير أحمد شوقي بهذا المصدر ، ومن الطبيعي أن تكون له التفاتة إلى قطعة (جبل التوباد) – التي ذكرنا آنفا ، بل إن شوقي ضمن بيتين من هذه القطعة في أثناء مسرحيته ، غير أنه لم يقنع بهما ، أو لم ير أنهما يحيطان بالمعنى النفسي الذي يريد أن يبثه في عاطفة قيس ومحنته العقلية في هواه بابنة العم “ليلى” .
-وإذا كان قيس في قطعته السابقة أخذ طابع المناجاة ، فإن شوقي لم يبتعد عن ذلك كثيراً ، وإن غلب على قطعته طابع “المونولوج” ، فهو يخاطب هذا الجبل الذي يحمل أهم ذكريات زمانه الطفولي ، وصباه ، ومن ثم عشقه المبكر لابنة العم .
-آثر شوقي وزن بحر الرمل (فاعلاتن + فاعلاتن + فاعلن) ، وقد حمّله كل ما يتسم به من الغنائية ، والشجن ، والذكريات السعيدة والشقية ، أو السعيدة التي يشقى بها الآن .
-يمكن إجراء موازنة طريفة حول وحدة المنظور ، واختلاف الصدى ، ومن ثم الرؤية الفنية .
3- الهيــر :
-” اللؤلؤة من مسرحية “مجنون ليلى” شعر : أحمد شوقي – الفصل الخامس .