الأغنياء .. والملكوت – 29 نوفمبر 2018
1- اللؤلؤة : الأغنياء .. والملكوت
” جاء عن يسوع المسيح (عليه السلام) أنه :
” وفيما هو خارج إلى الطريق ، ركض واحدٌ وجثا له ، وسأله : أيها المُعلم الصالح : ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية ؟ فقال له يسوع : لماذا تدعوني صالحاً . ليس أحد صالحاً إلا واحدٌ وهو الله . أنت تعرف الوصايا : لا تزن ، لا تقتل ، لا تسرق ، لا تشهد بالزور ، لا تسلب ، أكرم أباك وأمك . فأجاب وقال له : يا مُعلم. هذه كلها حفظتها منذ حداثتي . فنظر إليه يسوع ، وأحبه ، وقال له : يعوذك شيء واحد . اذهب . بع كل ما لك ، وأعط الفقراء ، فيكون لك كنزٌ في السماء ، وتعال اتبعني حاملا الصليب . فاغتم على القول ، ومضى حزيناً ، لأنه كان ذا أموالٍ كثيرة !!”
2- المحارة :
– لقد حملت الأناجيل الأربعة تفاصيل سيرة المسيح عيسى – عليه السلام – فكأن رواتها [ مَتَّى ، ومرقس ، ولوقا ، ويوحنا ] كانوا يتناوبون متابعة معلمهم العظيم ، ويسجلون حواراته مع كل من يعرض له في طريقه ، ومنه هذا الحوار بين رجل ثري واسع الثراء والمسيح . وقد دلت عبارات الحوار المتبادل – لا نقول : على معرفة المسيح العميقة والدقيقة بطبائع البشر ، فهذا مسلم به لمن اصطفاه الله – سبحانه وتعالى – واتخذه معلماً للناس في زمانه ، وفي الأزمنة الآتية ، إلى ما شاء الله . ولكن ننبه إلى عبارات في الحوار المتبادل تكشف عن طبائع الأثرياء الأشحاء ،الذين يطمعون في وجاهة الآخرة دون التنازل عن أي قدر من وجاهتهم في الدنيا .
– لقد سأله عن الوصايا العشر ، فكان جوابه : أنه حفظها منذ حداثته !! دون أن يقول إنه يعمل بها ، وبذلك أدرك المسيح طبيعة هذا الطامح إلى ما لا يستحق في ملكوت الله ، فكانت دعوته إلى أن يتصدق بكل ما يملك للفقراء ، في مقابل كنز في السماء ، ومشاركة المسيح في مصيره .
– وهنا تحركت شهوة التملك الدنيوي ، فأبطلت على الفور شهوة الوجاهة في الآخرة ، لأن الرجل كان ذا أموالٍ كثيرة !!
3- الهيــر :
-” العبارات المقتبسة من إنجيل مرقس – الإصحاح العاشر ” .