حكاية العباسة – 24 يناير 2019

حكاية العباسة – 24 يناير 2019

1- اللؤلؤة : حكاية العباسة ..
” ومن الحكايات المدخولة للمؤرخين ما ينقلونه كافة في سبب نكبة الرشيد للبرامكة ، من قصة العباسة أخته مع جعفر بن يحيى بن خالد ، مولاه ، وأنه لكلفه بمكانهما من معاقرته إياهما الخمر ، أذن لهما في عقد النكاح ، دون الخلوة ، حرصا على اجتماعهما في مجلسه ، وأن العباسة تحيلت عليه في التماس الخلوة به ، لما شغفها من حبه ، حتى واقعها (زعموا في حالة سُكر) فحملت ، ووُشي بذلك للرشيد ، فاستغضب !! – وهيهات ذلك من منصب العباسة في دينها وأبويها ، وجلالها ، وأنها بنت عبدالله بن عباس ، ليس بينها وبينه إلا أربعة رجال … والعباسة بنت المهدي … ابنة خليفة ، أخت خليفة ، محفوفة بالمُلك الغزير ، والخلافة النبوية … أين توجد الطهارة والذكاء إذا فُقدا من بيتها ؟ ، أو كيف تلحم نسبها بجعفر بن يحيى ، وتدنس شرفها العربي بمولى من موالي العجم يملكه جده من الفرس ، أو بولاء جدها من عمومة الرسول وأشراف قريش … وكيف يسوغ من الرشيد أن يصهر إلى مولى الأعاجم ، على بعد همته وعظم آبائه ؟…. “
2- المحارة :
– لا يزال البحث في أسباب نكبة الرشيد لوزرائه البرامكة موضوعا مثيراً وقلقاً ، فإذ تتعدد دواعيه يغيب اليقين . أما التعليل بأن زواج العباسة (صورياً) بجعفر البرمكي ، الذي تحول إلى علاقة كاملة وحمل ، فإن هذا لا يرضي ابن خلدون ، ويستعظمه ، ويأباه ، ويحتج لاستحالته بشرف المحتد ، والأخلاق المتوارثة . كما نشم في تعليل ابن خلدون رائحة العصبية العربية ، إذ كيف (يمكن تصور) أن تتزوج شريفة عربية من مولى فارسي ، وإن كان وزيراً ؟
– سنعود إلى هذا الأمر لاحقاً ، وأذكر من مقتنيات ذاكرتي ، أن الشاعر عزيز أباظة في مسرحيته (العباسة) قد أقام بناءها وختامها على هذه العلاقة الزوجية السرية .
– ليس ابن خلدون هو الوحيد الذي يرفض – بالعصبية وحدها – هذه الرواية ، ولا تزال الحادثة تروى إلى اليوم ، فتقابل بالنكران . لهذا السبب (العصبية) . وقد حدثني الشاعر القومي الكبير الأستاذ أحمد السقاف – رحمه الله – أن فرقة مسرحية كانت قد زارت الكويت أوائل الستينيات من القرن الماضي ، ومثلت مسرحية “العباسة” على مسرح مدرسة أبو بكر الصديق المتوسطة ، فهاج الجمهور الكويتي ، وأنهى العرض على الفور! إذ كيف يسمح بزواج شريفة عربية من إيراني !!
– هكذا بعد أكثر من ألف عام لا تزال القضية مطروحة .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من : “مقدمة تاريخ ابن خلدون” : وهي الجزء الأول من تاريخ ابن خلدون المسمى “ديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والبربر ومن عاصرهم من ذوي الشأن الأكبر” – ص 20 ، 21 – مراجعة الدكتور : سهيل زكار – دار الفكر – بيروت – 1981 .

اترك تعليقاً