بعض ما قاله أحمد فارس الشدياق عن أيامه في لندره (لندن)..- 31 يناير 2019

بعض ما قاله أحمد فارس الشدياق عن أيامه في لندره (لندن)..- 31 يناير 2019

1- اللؤلؤة : بعض ما قاله أحمد فارس الشدياق عن أيامه في لندره (لندن)..
” … وكنت إذا مررت بأحدهم يقول لي : صباح حَسنْ . فأقول له كالصدى : صباح حسن . وكنت أحسب ذلك تحية ، لأن تحية الصباح عندهم ” صباح طيب” ، فظننت أنهم يقيمون لفظة مكان لفظة ، حتى سألت الدكطر (لي) ، فقال لي : ليس ذلك من التحية في شيء ، وإنما هو مجرد إخبار عن حسن الصباح !! وإذا اجتمع المتعارفان منهم ، وتساءلا ، فلابد وأن يبتدئ أحدهما أولاً بوصف الهواء وصحوه ، أو برده ، ثم يخبره بما عرض له من وجع في كتفه ، أو ثالول في رجله ، أو اختلاج في عينه !! فيقول السامع : يحزنني ذلك جداً … “
2- المحارة :
– هذه طريقة الإنجليز في افتتاح حوارهم التقليدي – فيما بينهم – وقد يلفتنا فيه أن يبدأ المتحدث بذكر الجو ، ثم بذكر أوجاعه ، وحرص المتحدث إليه بإظهار الحزن ، وهو مفتعل بالطبع ! وأذكر في أحد لقاءاتي مع نجيب محفوظ [ في الإسكندرية ] في مجلسه بكازينو شانزليزيه : أن تذاكرنا الطريقة المصرية في زيارة المرضى ، فقال نجيب محفوظ – بطريقته المميزة – أن زائر المريض يرد على أوجاع مريضه بأن يذكر له بأنه هو الآخر مريض ، وربما بنفس المرض !! ، وعاب نجيب محفوظ علينا هذا المسلك ، وضرب مثلاً بالإنجليز ، وقال : إنك إذا سألت أحدهم عن صحته أجابك : Great أي صحتي رائعة أو طيبة . أما المصري فإنه سيكون جوابه : (جريت = انطلقت جاريا) وذلك خوفا من الحسد . وكان لي تعليقي في ذلك المجلس ، فرأيت أنني أستبعد تجنب حسد المريض للصحيح ، وأرجح أن السلوك المصري في إظهار التوجع الشخصي في زيارة المريض هو نوع من المجاملة التي أخطأت سبيلها .
– وقد ذُكر الحسد في القرآن ، وعُد من الشرور التي يستعيذ الإنسان منها ، وجاء ترتيبه في سورة (الفلق) رابعاً فيما يستعيذ الإنسان منه بعد : شر ما خلق ، وشر أحداث الليل ، وشر المشتغلات بالسحر (النفاثات في العقد) .
– وقد مدح عمر بن أبي ربيعة (الشاعر الأموي) نفسه ، بأن وصف محبوبته بأنها محسودة من صويحباتها في بيته المشهور :
حسدٌ حُملنه من أجلها وقديما كان في الناس الحسد
– أما الحسد المحمود ، فقد صوره الحديث الشريف : عن ابن مسعود ، عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ” لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها ” .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من : ” كشف المخبا عن فنون أوربا ” ص 117– مطبعة الجوائب – قسطنطينية 1299هـ .

اترك تعليقاً