ديك الجن .. الحمصي – 7 فبراير 2019
1- اللؤلؤة : ديك الجن .. الحمصي
” الشاعر عبد السلام بن رغبان المشهور بديك الجن الحمصي ، كان أديباً حاذقاً ، شاعراً لبيباً ، كأنما تنطق قريحته بالرقة واللطافة ، والغزل والظرافة ، إلا أنه كان من أعظم الفساق بين العشاق ، وأجمعهم للقساوة والاشتياق . وأنه عشق جارية وغلاماً ، واشتد بهما كَلَفه ، وتهالك في حبهما ، حتى حان تلفه ، فاشتراهما ، وكان يجعل الجارية عن يمينه ، والغلام عن شماله ، ويجلس للشرب ، فيلثمها ، ويشرب من يدها تارة ، والغلام أخرى ، ولم يزل كذلك إلى أن أحس نفسه من شدة الحب أنه سيموت ، ويصيران إلى غيره !! فذبحهما وحرّقهما ، وعمل من رمادهما برنيتين(كأسين) ، فكان يشرب فيهما ويقبلهما عند الاشتياق ، وأشعاره في ذلك متظافرة ، ومن أحسن ما كان ينشده عند تقبيل برنية الجارية قوله :
يا طلعــــة طلـع الحِمـام عليهــــا … فجنى لهـا ثمــــر الـردى بيـديها
حكّمت سيفي في مجال خِناقها … ومدامعـــي تجـري على خـديها
رويت من دمهـــا الثــرى ولطالما … روّى الهوى شفتيَّ من شفتيها
فوحق نعليها لما وطـئ الحصى … شـيء أعـز علـــيّ من نعليهـــا
وعند تقبيل برنية الغلام يقول :
أشفقت أن يَرِد الزمان بغــــدره … أو أبتلــــى بعــد الوصـال بهجـره
قمر قد استخرجتـه من دجنــه … لبَليتـي وأثـرتــــه مــــن خــــدره
فقتلته ولـه علــيّ كــرامـــــــة … فلي الحشا وله الفـؤاد بأســره
2- المحارة :
– هذا العاشق الدموي يحتاج إلى محلل نفسي ، وليس إلى ناقد أدبي .
– تستدعي الذاكرة كاتبا مسرحياً روسياً يدعى كوبيلن ألكسندر فاسيلفتش (1817 -1903) ، وشهرته (سوخوفو) ، كان صديقاً لجوجول ، وقد ألف مسرحيات عارضتها الرقابة ، حتى كف عن الكتابة ، وتفرغ للفلسفة ، ولجأ إلى فرنسا حيث توفي هناك .
سوخوفو هيمنت على حياته علاقته ، ثم ذكرياته عن عشيقته الراحلة ، التي قيل إنه قتلها ! وأن إبداعاته تأثرت بهذه الحادثة التي هزت كيانه ، وقد تحملنا على أن نتلمس فيها مبرراً لهذا الصدام الفكري المستمر بين كتاباته المسرحية وبين الرقابة في زمانه .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب : ” الأسواق في أخبار العشاق ” لداود الأنطاكي – دار حمد محيو – لبنان – الطبعة الأولى – 1972 – ص292 .
و” قاموس المسرح” – تحرير وإشراف الدكتورة فاطمة موسى – ج3 – ص837 – الناشر : الهيئة المصرية العامة للكتاب -2008 .