هوى بنت الجيران ! – 28 فبراير 2019
1- اللؤلؤة : هوى بنت الجيران !
” … وذلك أن أباه أخذه معه إلى بعض القرى البعيدة ليجبي المال المضروب على سكانها إلى خزنة الحاكم . فأنزله أهلها منزلا كريماً . وكان بالقرب من منزله جارية (فتاة) بديعة الجمال ، فجعل الفارياق – على صغره – ينظر إليها نظر المحب الراني ، جريا على عادة الأغرار من العشاق ، من أنهم يبتدئون العشق في جاراتهم ، استخفافا للطلب ، واستشفاعا بالجاريّة ، كما أن عادة الجارات تهنيد جيرانهن وتغميرهم ، إشارة إلى أنه لا ينبغي البحث عن الطبيب البعيد ، إذا أمكن التداوي عند القريب . غير أن المحنكين في الحب يبعدون في الطلب ، ويرودون أنزع منتجع . لأنهم لما جعلوا دأبهم وديدنهم إشباع النفس من هواها ، كان عندهم السعي في ذلك فرضا واجباً ، ووجدوا في الأبعاد والنصب لذة عظيمة. إذ من فتح فاه رجاء أن تتساقط الأثمار فيه لم يعدّ إلا مع العاجزين ” .
2- المحارة :
– هذا الكلام في الحب الأول (المبكر) ، وهو عادة حب بنت الجيران ، ولا أرجح أن السبب ما ذكره الفارياق ، ويعود إلى السهولة ، وإنما هو نوع من التجاذب ، تتدخل الألفة في صنعه .
– هنا استدعي تجربة أمير عشاق التراث العربي (قيس بن الملوح) فقد أحب ليلى ، وهي صبية صغيرة ، وفي هذا المعنى يقول :
تعلقـت ليلــى وهي ذات ذؤابة ولم يبد للأتراب من ثديها حجـم
صغيرين نرعى البهـمَ يا ليت أننا إلى الآن لم نكبر ، ولم تكبر البهمُ
وفي مقابل هذا الاقتراب ، تستدعي الذاكرة – من عمق زمن التلمذة في دار العلوم – أستاذي المبجل محمد غنيمي هلال ، وهو يحاضرنا في درس الأدب المقارن ، فيشير إلى بيت امرئ القيس (المشهور بالتهافت على العشق ، تعويضاً عن شيء ما) إذ يقول عن محبوبته :
تنورتها من أذرعات ، وأهلها بيثرب ، أدنى دارها نظر عالِ
فقد رأى امرؤ القيس أنوار حبيبته ، المقيمة بيثرب ، في حين كان العاشق المتطلع في أذرعات بأرض الشام ، ويستدل أستاذنا الدكتور هلال بهذا البيت على اختلاف مستويات العشق عند العرب ، إلى درجة الاضطراب أحياناً!!
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب : ” الساق على الساق فيما هو الفارياق” – تأليف : أحمد فارس الشدياق – دار الرائد العربي – بيروت – الطبعة الخامسة – 1982 – ص37 .