في المنهج .. [النموذج الإنساني2] – 21 مارس 2019

في المنهج .. [النموذج الإنساني2] – 21 مارس 2019

1- اللؤلؤة : في المنهج .. [النموذج الإنساني2]
” والنموذج الإنساني في الأدب ، يقصد به تقديم صورة متكاملة الأبعاد لشخصية أدبية ، بحيث تتمثل فيها مجموعة من الفضائل أو النقائص كانت متفرقة من قبل في عالم التجريد ، أو في مختلف الأشخاص . وليس لهذا النموذج قيمة فنية إلا حين يستطيع الكاتب أن يجعل منه مثالا ينبض بالحياة من ثنايا التصوير الفني ، حتى يظهر أغنى في نواحيه النفسية ، وأجمل في التصوير ، وأوضح في معالمه مما نرى في المجتمع ، وهذا النموذج الفني – في كل حالاته – أكثر إقناعاً ، وأعمق ، وأكمل مصيراً من نظائره في الطبيعة .
وللكاتب أو الشاعر – أن يجمع في نموذجه كثيراً من صفات تتوافر لها أبعاد النموذج الحيوية ، بحيث تؤلف في وحدتها سمات مميزة للشخصية ، حتى يصير النموذج ملحوظاً فيما يراد جعله مثالا له ، من حيث الكمال ، أو من حيث النقص “
2- المحارة :
– بهذا الوضوح الرائق ، والبيان المحدد يرسم محمد غنيمي هلال خصائص ما يمكن أن يطلق عليه في النقد الأدبي : النماذج الإنسانية (وهو ما أطلق عليه محمد مندور – من قبل – نماذج بشرية ، وألف كتاباً بهذا العنوان) .
– وقد أشار الدكتور غنيمي إلى عدد من النماذج الإنسانية ، صورتها أعمال أدبية عالمية ، مثل : راسكولينكوف ، بطل رواية : (الجريمة والعقاب) لدستويفسكي . ومن شخصيات مسرح شكسبير : هاملت ، وعطيل ، وماكبث . ومن شخصيات جوته المسرحية (فاوست) .
– أدرج أستاذنا غنيمي هلال شخصية راسكولينكوف في نمط الشخصيات المزدوجة في نوازعها الغامضة . وكذلك تلك الشخصيات الشكسبيرية التي سبق ذكرها .
– في أول عهدي بجامعة الكويت ، وكنت لا أزال معيداً . حضرت في مسرح الجامعة بالخالدية محاضرة عامة للمستشرق الفرنسي جاك بيرك ، وفي سياقها ذكر شخصية راسكولينكوف ، ورأى أن المؤلف الروسي دستويفسكي أراد أن يجسد في هذه الشخصية بعض آثار نابليون على أفكار شباب زمانه ؛ إذ أيقن راسكولينكوف أن الذي يقتل آلاف البشر يعد بطلاً (مثل نابليون) في حين أن من يقتل شخصاً واحداً يعد مجرماً ، ويساق إلى الموت أو المنفى . ومن ثم فقد استحل لنفسه أن يقتل المرابية العجوز لأنها تعطل تصوره لمفهوم العدل والجدارة.
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب : ” النماذج الإنسانية في الدراسات الأدبية المقارنة ” – تأليف : الدكتور محمد غنيمي هلال – دار نهضة مصر للطبع والنشر – القاهرة – 1957 – الفصل الأول – ص5 ، 6 .

اترك تعليقاً