نوادر لهجية – 28 مارس 2019
1- اللؤلؤة : نوادر لهجية ..
– ” من طرائف ما يروى عن المستشرق الفرنسي ديرنبورج (توفي1908) أنه قال يوما في المغرب الأقصى بعد شرحه كتاب سيبويه ، لأناس مروا به : أريد حماراً ، فلم يفهمه أحد منهم ، لأنهم يتفاهمون بقولهم (نحب داب) ، فضحك وقال: سأترك العربية ، لأنني بعد قضاء عمري في درسها والتضلع منها ونشر روائعها ، لم تبلغني من ركوب حمار !!”
– ” أما المستشرق الإنجليزي هاملتون جيب (المتوفى 1971) وهو من مواليد الإسكندرية ، فقد جرت نادرته في المغرب أيضاً ، إذ :” سأل يوما دليله في المغرب عن شجرة مر بها ، فأجابه : إنه بلوط ، فعجب لجوابه ، وقال في نفسه : لعل القوم هنا يطلقون البلوط على ذلك النوع من الشجر . ثم مر بشجرة أخرى من نوع آخر ، فسأل عنها ، فكان جوابه : إنها بلوط !! فعلم أنه جاهل ، وأمسك . وقد أحب جيب العرب ، وأخلص لهم ، وكان من الداعين إلى قيام جامعة الدول العربية ، عام (1942) ” .
2- المحارة :
– على الرغم من المسافة الزمنية التي فصلت بين طرفتين ، وعلى الرغم من أن الطرفة الأولى جرت مع مستشرق فرنسي ، والأخرى مع مستشرق إنجليزي ، فإن الحادثتين الطريفتين تجريان في المغرب [ دون تحديد للقطر المغاربي ] ، مع هذا تبقى الحكمة المستخلصة من الطرفتين لغوية في جوهرها ، وإن كانت تتوكأ على نوع من المفارقة بين لهجات أقطار المشرق العربي ، وأقطار المغرب العربي، وقد سبق لي أن زرت تونس ، والجزائر ، والمغرب ، وفي تونس كنت أسمع أغاني عبد الحليم حافظ ، وأم كلثوم تصدح في مداخل المحلات وفي الأسواق ، ومع ذلك لم تكن لهجتهم قريبة من لهجة القاهرة ، وقد أشرت إلى هذا في كتاب (جرة قلم)، وهو ضرب من فنون المقالة القصيرة . والطريف أن المستشرق جيب كان مناصراً لقيام الجامعة العربية ، فلعل الجانب اللغوي كان من أهداف هذا التحمس، حتى وإن كانت بريطانيا العظمى نفسها متحمسة ، وداعمة لقيام الجامعة العربية ، لسبب آخر : وهو سهولة إحكام قبضتها على الدول العربية مجتمعة ، من خلال هذه المؤسسة !!
– هل بذلت الجامعة العربية جهداً في طريق التقريب بين لهجات المشرق والمغرب ؟ مجرد سؤال !!
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب : ” المستشرقون ” – تأليف : نجيب العقيقي – دار المعارف بمصر – الطبعة الخامسة – 2006 – الجزء الأول – ص 203 ، والجزء الثاني – ص129 .