كليوباترا ترثي أنطونيوس .. 1 مايو 2019
1- اللؤلؤة : كليوباترا ترثي أنطونيوس ..
بعد مصرع أنطونيوس ، وقد جاء أكتافيوس ليرى صديقه القديم ، ويطمئن على مصرعه ، تقدمه أحد جنوده ليستوثق من أن أنطونيو فقد الحياة حقيقة ، وليس ادعاءً وحيلة لاغتيال صديقه القديم أكتافيوس .. وهنا تستهول كليوباترا – حاضرة المشهد – أن يجرؤ جندي على الاقتراب من جثمان البطل الصريع .
كليـــوباتـــرا تخاطب الجندي ، وتمجد ذكرى زوجها البطل ..
مكانــك يا عــبدُ لا تهتكـــــن .. على ســيد الهــــالكــين القنـاع
تريد لتكشـــف عنـه الغطـاءَ .. عــسى تحتـــه حيلـــةٌ أو خـداع
عبثت به وهــو تحـت الطـيا .. لس ،مُلقى السلاح قليل الدفاع
ولم تحتشـم بقعـــاً من دمٍ .. عليهـــن تحســـد مصـر البقـــاع
رويدك ، ما الموت مستبعد .. ولا هـــو مستغـــرب من شجـاع
وإن التمـاوت فعل الثعـــــا .. لب ، ليس التماوت فعل السباع
2- المحارة :
– استقرت هذه الأبيات في ذاكرتي منذ القراءة الأولى ، أي منذ ستين عاماً أو تزيد ، ولم تبارح ، لما فيها من عظمة ونبل ودقة في الإحاطة بطبيعة المشهد .
– في هذا المقام نفرق بين ثلاث : شوقي (أمير الشعراء) الذي صاغ هذه اللحظة العابرة ، بهذا البيان الراقي – وكليوباترا الملكة البطلمية/المصرية ، التي اتخذها شوقي رمزاً للوطنية ، على الرغم من اختلاف المنبت والوراثة – وأخيراً أنطونيوس الذي نابذ رفيقه في حكم الإمبراطورية الرومانية (أكتافيوس) ، وهُزم في الصراع ، على الرغم من شهادة التاريخ له بالقدرة الفائقة في إدارة المعارك البرية بصفة خاصة . ( وقد تضمنت مسرحية شوقي هذه الخاصية المميزة في مواهب أكتافيوس)
– الإعجاب كله يتجه إلى فن أمير الشعراء ، وصياغته الراقية المدققة . أما أنطونيو فإنني لم أحبه على الإطلاق ، حتى وإن زعمت أحداث المسرحية أنه مات في سبيل مصر ، فقد كان رجلاً ضعيف التدبير (في المسرحية) قصير النظر . أما كليوباترا – ربنا يسامحها – فإنني أحبها (إجباراً) فهي بنت بلدي ، وكانت تقدس إيزيس ، وتقلدها في ملبسها ، وتقيم لها المعابد ، وتتكلم اللغة المصرية ، وكان في جيشها المكون من مرتزقة – كما هي عادة العصر – فرقة مصرية . أحب كليوباترا التاريخية ، ولكن كليوباترا المسرحية لا تزال هناك مساحة قلقة في تقبلها ، وسأفضي إليها بهذا إذا حدث لقاء !!
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب ” أحمد شوقي – الأعمال الكاملة (المسرحيات)” مسرحية مصرع كليوباترا ” – المجلس الأعلى للثقافة – 2007 – ص521 .