القاهرة .. كما رآها ابن خلدون !! – 11 يوليو 2019
1- اللؤلؤة : القاهرة .. كما رآها ابن خلدون !!
” … فانتقلت إلى القاهرة … فرأيت حضرة الدنيا، وبستان العالم، ومحشر الأمم، ومدرج الذر من البشر، وإيوان الإسلام، وكرسي المُلك، تلوح القصور والأواوين في جوه، وتزهر الخوانق والمدارس بآفاقه، وتضيء البدور والكواكب من علمائه؛ قد مثل بشاطئ بحر النيل نهر الجنة، ومدفع مياه السماء… ومررت في سكك المدينة تغص بزحام المارة، وأسواقها تزخر بالنعم . ومازلنا نحدث عن هذا البلد، وبُعد مداه في العمران، واتساع الأحوال…سألت صاحبنا قاضي الجماعة بفاس، وكبير العلماء بالمغرب، مقدمه من الحج سنة أربعين، فقلت له: كيف هذه القاهرة ؟ فقال : من لم يرها لم يعرف عز الإسلام .
… أقول في العبارة عنها على سبيل الاختصار: إن الذي يتخيله الإنسان، فإنما يراه دون الصورة التي تخيلها، لاتساع الخيال عن كل محسوس، إلا القاهرة، فإنها أوسع من كل ما يتخيل فيها” .
2- المحارة :
– هذه شهادة (رؤية) ، فما راءٍ كمن سمعَ، في القرن الثامن الهجري – عصر خلفاء بني أيوب ومن تبعهم من المماليك (الموسوم بالضعف) – فكيف كانت صورة مصر/القاهرة أزمنة شبابها وسطوتها ؟
– هذه العبارات المقتبسة من كتاب ابن خلدون، المكون من ثمانية أجزاء : اشتهر منها الجزء الأول (المقدمة) التي أسست لعلم الاجتماع في العالم، وهذا التأسيس يحاول علماء الغرب المعاصرين سحبه (سرقته) من ابن خلدون، وإسناده إلى العالم الفرنسي إميل دور كايم (1858-1917) بدعوى أن خلفاء ابن خلدون (العلماء العرب) لم يستمروا في تنمية منهجه وتأصيله، وبذلك استحقوا سحب الترخيص، وسرقة الاختراع
– كتاب ابن خلدون (8أجزاء) : أولها المقدمة، وهو الأشهر، ثم ستة أجزاء بعنوان: ” العبر، وديوان المبتدأ والخبر، في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ” . أما الجزء الثامن/الأخير فهو بعنوان : “التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقاً” ، ويعد أوفى ترجمة لحياة هذا المفكر الأصيل .
– تولى عادل إمام – في مدرسة المشاغبين- إشهار مقدمة ابن خلدون في مجال السخرية، في حين يغيب التعريف بابن خلدون ورحلته إلى الأندلس، ثم إلى وطنه/ تونس، ثم الاستقرار في القاهرة، وفيها عاش ربع قرن، حتى ثوى في قبره .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب :” التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا” – منشورات دار الكتاب اللبناني – 1979 – ص 264 ، 265 ، 266 .