الموسيقى – 24 يوليو 2019

الموسيقى – 24 يوليو 2019

1- اللؤلؤة : الموسيقى ..
معلمـــــةَ الإنســـــان ما ليس يعلـــمُ وقـــائـلةً مــــا لا يبـوح به الفمُ
وكــامنةً بين النفــوس بداهةً وما علمت في مهـــدها مــــا التكلُّــــم
ومُسمعـةَ الإنسـان أشجان نفسه فيطــــربـــه تـرجيعها، وهي تؤلم
أعيدي عليَّ القول أنصت وأستمعْ حديثا له في نوطة القلب مِيسَم
حــديثا ينـاغيني، وأذكـــر أننــــي تسمعتـــه، والقلب وسنـان يحلمُ
ويا ليتنـي أدري أنفـسي سحيقة تنـادين منهـــا، أم فؤادي المكلمُ
إليك تنـاهى كـل علـم ومنطقٍ فسيـــان منطيــــق لـديك وأعجـــمُ
2- المحارة :
– هذه الأبيات السبعة بمثابة مقدمة لقصيدة (جملتها أحد عشر بيتاً) بعنوان : “الموسيقى” . العرب يعدون الحد الأدنى للقصيدة سبعة أبيات، وما دون ذلك فهو قطعة أو مقطوعة .
– القصيدة لعباس محمود العقاد . قالها في ذروة شبابه الفكري والإبداعي، وهي نادرة في موضوعها؛ إذ تصور منبع الموسيقى في الوجود، وأثرها في نفس المتلقي، ذلك الأثر الذي يُحس ويصعب تحديده .
– الموسيقى أقدم لغة عرفها الإنسان، وكانت الطبيعة مصدرها الأول، وكما يرى شيخنا العلاّمة الدكتور إبراهيم أنيس في كتابه : “الأصوات اللغوية” : أن أصوات الطبيعة هي التي أمدت الإنسان بأصوات اللغة، وأن هذا الإنسان لا يزال يستخدم أصوات الطبيعة في التعبير عن حالات معينة . فيشير إلى الحفيف، والنشيش، والهدير، والزفيف.. وهي من أصوات الطبيعة، كما يشير إلى : الهديل، والزئير، والأنين، والزحير … وهي من أصوات الحيوان .
– الموسيقى جوهر الشعر (لا شعر بلا موسيقى) حتى الذين تمردوا على موسيقى البحر الشعري، بحثوا عن بدائل موسيقية مختلفة في قصيدة التفعيلة، ثم في قصيدة النثر .
– موسيقى الشعر هي الضمان لوصوله عن طريق الأذن، كما عن طريق الذهن، وبذلك يتأصل حضوره أقوى من أي كلام فاقد للموسيقى مهما كانت رتبته .
– من هنا عددت دائماً لغة الشعر هي الأرقى، والأقوى نفاذاً إلى المناطق المجهولة في الوجدان الإنساني . فجاءت عبارات العقاد في هذه المقطوعة لتؤصل الشعر على قاعدة الموسيقى، فتجعلها الأقدم والأقوى نفاذاً وتأثيراً في الشعور وما تحت الشعور .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من قصيدة العقاد، بعنوان : “الموسيقى” – نشرت في مجلة الحديقة (مصر) – العدد 4 – أغسطس 1929 .

اترك تعليقاً