الرهبانية في القرآن الكريم – 19 سبتمبر 2019

الرهبانية في القرآن الكريم – 19 سبتمبر 2019

1- اللؤلؤة : الرهبانية في القرآن الكريم .
” ورد هذا المصطلح في آيتين تعطي كل منهما دلالة مختلفة، اعتمادا على السياق والوصف :
أولا : قوله تعالى في سورة (المائدة) : ” لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ “
ثانيا : قوله تعالى في سورة (الحديد) : ” ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَىٰ آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ۖ فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ “
2- المحارة :
– بين التنزيلين قدر من الاختلاف (وليس التناقض) اعتماداً على السياق، ومناسبة النزول . وقد فُسرت أسباب النزول في الآية الأولى بعدة أقوال، إذ ينسب إلى ابن عباس أن هذه الآية نزلت في النجاشي وأصحابه، الذين حين تلا عليهم جعفر بن أبي طالب بالحبشة القرآن بكوا حتى أخضلوا لحاهم .
– وعن سعيد بن جبير والسدي أنها نزلت في وفد من الرهبان بعثه النجاشي إلى النبي (ص) ليسمعوا كلامه، ويروا صفاته . فلما قرأ عليهم القرآن أسلموا وبكوا وخشعوا .
– وقال عطاء بن أبي رباح : هم قوم من أهل الحبشة أسلموا حين قدم عليهم مهاجرة الحبشة من المسلمين، وقال قتادة : هم قوم كانوا على دين عيسى بن مريم ، فلما رأوا المسلمين وسمعوا القرآن أسلموا .
– ومهما يكن الأمر، فإن وصف القسيسين والرهبان بأنهم لا يستكبرون ، وأنهم أصحاب قلوب رقيقة وصافية ، هو ما يعبر عن جوهر العقيدة المسيحية، القائمة على المحبة والتسامح والتواضع . وهذه سمات عامة في جوهر العقيدة حتى وإن صادفنا ما يناقضها في بعض معتنقيها . أما القسيسون والرهبان فإنهم من أهل الثبات في هذه الصفات .
– وفي الآية الثانية : إشارة إلى أن نظام الرهبنة ليس من ثوابت الوحي الإلهي، وإنما هو استنتاج (مبتدع) وازعه العزلة عن مظان الخطيئة، والتطلع إلى طوابع الحياة العامة ، وما تحفل به من مغريات . وفي قوله تعالى (إلا ابتغاء رضوان الله) قولان ، أحدهما : أنهم قصدوا بذلك رضوان الله ، ثم كان الاستدراك بالإشارة إلى عدم قيام بعضهم بما ألزم به نفسه من القربى إلى الله عن طريق (الرهبانية). والله اعلم .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من : القرآن الكريم ( سورة المائدة – سورة الحديد) .
المحارة من كتاب ” تفسير القرآن لابن كثير” .

اترك تعليقاً