الفارس العاشق : أبو فراس الحمداني – 24 أكتوبر 2019
1- اللؤلؤة : الفارس العاشق : أبو فراس الحمداني
أرَاكَ عَصِـــيَّ الــــدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبـرُ .. أما للهــوى نهــــيٌّ عليـــكَ ولا أمرُ؟
بلى،أنا مشتــــاقٌ وعــــــنديَ لــوعة ٌ .. ولكــنَّ مثلــي لا يــــذاعُ لــــهُ سرُّ !
إذا الليلُ أضــــواني بسطتُ يدَ الهوى .. وأذللــتُ دمعــاً منْ خـــلائقــهُ الكبرُ
تَكـــادُ تُضِـــــيءُ النّــــارُ بينَ جَوَانِحِي .. إذا هــيَ أذْكَتْهـــَا الصّبَــابَة ُ والفِكْرُ
معللتـــي بالــــوصــلِ ، والموتُ دونهُ .. إذا مِــتّ ظَمْــآناً فَـــلا نَـــزَل القَطْرُ !
حفظــــتُ وضيعــــــتِ المـــودة َ بيننا .. وأحسنَ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ، العذرُ
وما هــــذهِ الأيـــــــامُ إلا صحــائـــــفٌ .. لأحــرفها، مــن كـــفِّ كـــاتبها بشرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ في الحَيّ غَادَة ً .. هــوايَ لهـا ذنـــبٌ، وبهجتهــــا عذرُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ، وإنّ لـــــــي .. لأذْناً بهَـا، عَــنْ كُـــلّ وَاشِيَـــةٍ، وَقرُ
بدوتُ ، وأهلي حاضـــرونَ ، لأننــــي .. أرى أنَّ داراً، لسـتِ من أهلها، قفـرُ
2- المحارة :
– هذا المقطع الأول من القصيدة الشهيرة التي غنتها (أم كلثوم) ثلاث مرات، لثلاثة من الملحنين : عبده الحامولي، وغناها الشيخ أبو العلا محمد ،وتبعته أم كلثوم ، ثم لحنها زكريا أحمد، وغنتها ولكن لم تسجلها على اسطوانة، وأخيراً لحنها رياض السنباطي، مع إضافة في الأبيات المغناة، وهي التي ذاع صيتها ..
– في كتب البلاغة وُصف قائل هذه القصيدة بأنه أحمق !! لأنه قال : مثلي لا يذاع له سر، وفي البيت التالي أذاع سره، ولم يفطن هؤلاء (البلاغيون) إلى أن للشعر لغته الخاصة ، وليس من مطالبه الالتزام بالمنطق، وفي زماننا أغنية مشهورة للمطربة (أصالة) كتبها الشاعر الغنائي : وائل هلال ، وفي مطلعها تقول :
يا مجنون مش أنا ليلـى .. ولا في نسمة هواك مايله
عاوزني أقول بحبك ليه ؟ .. بحبك بس مش قــايله
فقد أقرت، ورفضت الإقرار في شطر واحد .
– في الموسوعات التراثية تُذكر هذه القصيدة وتسبقها مناسبة أن الشاعر قالها وهو في أسر الروم ، فتراءت له محبوبته (ابنة عمه) في المنام، فكانت هذه القصيدة .
– هذا التصور خطأ تقليدي مصدره أن الناقد العربي يرتبط بمفردات القصيدة،و دلالتها اللغوية، ولا يلجأ إلى التأويل ، ولا يدرك معنى الرمز .
– عرضت لهذه القصيدة، وقدمت عنها دراسة، ورأيت أن الشاعر يتحدث عن “الحرية” تلك المحبوبة التي تهاون في شأنها حين رضي بأن يأسره أعداؤه . ويرشح هذا التوجه أن صفات المحبوبة فيها صفات عامة، لا تميز شخصية بعينها، كما أنها – في ظنهم – ابنة عمه، وقطعاً : لا يشرف العربي أن يصف ابنة عمه بأنها كثيرة العشاق ، كما جاء في القصيدة .
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من : ” ديوان أبي فراس الحمداني” – والتحليل من كتاب : “مقدمة في النقد الأدبي ” -محمد حسن عبدالله– دار البحوث العلمية – الكويت – 1975 – ص175 .