قصيدة : رثاء زنجبار – 5 ديسمبر 2019
الصيد السمين .. من معجم البابطين (2)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
في رثاء المدن :
رثاء زنجبار
أتــأســـى وأي شــــــيء يـــؤسي .. عيل صبري، وضقت ذرعاً بنفسـي
ما ضيــــاء النهــــار عــــندي بمُسلِ .. ودجـى الليــل بالهمــــوم يُمسـي
أدر الكــــأس يـــا نــــديمي شمـالاً .. جـل ذا الخطـــــب عن نديم وكأسِ
عيل صبـــري، وضــل عني رشدي .. وتحيـــــرتُ بيــــن طيــــش وكيـس
لست أدري، وليت لو كـــنت أدري .. عن غراب في الأرض يبحث رمسي
وغــــريبٌ وقــــــوعــه في ربا الد .. دوح وتنعـــــابه بـــــرأس الـــدرفس
كــان بالأمــــس جـــــائعـاً يتمنى .. لو يصـــــيب الخبيــــث جيفة نجس
آه من لي وجــزعة الأنـــف عـــارٌ .. وعلـــــى الحــــر لبـس خزي ولبسِ
صاحِ حدث عسى حديثك يطفـي .. للهيب أفنى شــراسيــــف نفســي
* * *
شاعر القصيدة :
• الشاعر العماني أحمد بن عبدالله الحارثي (1926 – 1995) وصفته في “معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” : شاعر الشرق العماني .
• الأبيات المذكورة مطلع قصيدة من (21بيتاً)، مناسبتها: ما تعرض له الحكم العماني (العربي) لإقليم زنجبار (الأفريقي) من ثورة قام بها أهل البلاد بمشاركة الإقليم المجاور (تنجانيقا) وعقب جلاء العرب توحد الإقليمان في دولة (تنزانيا) 1961 .
• دخل أهل عمان إقليم (زنجبار) تجاراً، وأصحاب سفن للنقل، فسيطروا على الحكم والاقتصاد، غير أنهم لم يندمجوا في العنصر الإفريقي/الزنجي . وقد ادخل العمانيون إلى زنجبار الدين الإسلامي، ونبات القرنفل، الذي أخذ على أيديهم شهرة عالمية، غير أن هذا لم يشفع لهم حين تيقظت أقطار أفريقيا وتطلعت قبائلها إلى حكمها .
• قصائد رثاء الدول، ورثاء المدن في الشعر العربي كثيرة، أسبقها وأشهرها: مراثي مدن الأندلس، ولعل رثاء زنجبار أن يكون الأخير في هذا الغرض الشعري.
• شغف شعراء عمان بزنجبار، وبعضهم ولد فيها، ولهم قصائد تتغنى بطبيعتها الجميلة، وتصف مساجدها وأنهارها (وسنعرض لهذا) وقد آثرنا البدء بالرثاء؛ لأن عاطفة الحزن الأكثر صدقا وغوراً في الوجدان .
• القصيدة من بحر الخفيف، وهي سينية، يتضح فيها تأثر الشاعر العماني الحديث بـ”سينية” البحتري في إيوان كسرى، و”سينية” شوقي الأندلسية .
•الأبيات الأربعة الختامية في هذه القصيدة بالغة الحزن والغضب .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد التاسع – ص103 .
(1) تعليقات
وحيد المعمري
لربما كان الشعر المسموع أبلغ أثرا.. من قرأته التي قد لا تستقيم… لدى الأغلبية.