قصيدة : الجمال النسوي مرسوماً بعناصر الطبيعة – 19 ديسمبر 2019
الصيد السمين .. من معجم البابطين (5)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
من الغزل الخاص :
الجمال النسوي مرسوماً بعناصر الطبيعة
جمــــالـــــك جـلَ عن ريب انتقادِ .. وحسنــــك كـل يومٍ في ازديادِ
فوجهــــك والهـــلال على ائتلافٍ .. ولحظك والسيـوف على إنفرادِ
وجفنــــك والمحـــبُ على سقامٍ .. وريقـــك والمــــدامُ على اتحادِ
وقـدك والــــرمـــاح على اعتدالٍ .. وقلبك والصخـــور على اشتداد
وحكمـك والسهــــام علـى نفوذ .. ووصـــــلك والنعيـمُ منى الفؤاد
وثغـــرك والـــــورود علــى برودٍ .. وخــــدك واللهـــــيب على اتقاد
وبعـدك والحِمامُ على اقتـــرابٍ .. وقــــربـــك والنجـوم على ابتعادِ
وقلبي مثل خصرك في اهتزازٍ .. وحظي مثل شعرك في اسوداد
أنا الصــب العميد وليـــــس إلا .. جميــــل الصبر موضوع اعتمادي
إذا ما الأقحـوان بــــدا لعينــي .. ظننــــت سنـــا بسيم الثغر بادي
فقربك جنتي والبعـد نــــــاري .. ووصــــلك نيلــــه جُــــل المرادي
وحبك مـذهبي وهـواك دينـي .. وودك متنــــه شــــــرح اعتقادي
* * *
شاعر القصيدة:
• يوسف الشلفون (من بيروت 1839 -1896) ، والقصيدة في “معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” تحت عنوان :”أنا الصب العميد” .
• القصيدة من بحر الوافر (مفاعلتن مفاعلتن فعولن) ، ولم تخرج صور الوصف الأنثوي فيها عن نطاق المأثور في وصف الجمال النسوي، غير أن الشاعر تميز بأن اعتمد على صيغة التنظير والربط بين جمال المرأة، ومظاهر الطبيعة المألوفة والمعاني الغزلية المأثورة، في ثنائيات متعاقبة، مما أعطى القصيدة إيقاعاً متميزاً، وشعورا بالتدفق والتماسك .
• سبق ابن الرومي في إحدى غزلياته بتصوير الجمال النسوي بأنواع الفاكهة والنبات، وقصيدته مشهورة ومطلعها :
فيهنّ نوعان تفاح ورمّــانُ أجنتْ لك الوجدَ أغصانٌ وكثبانُ
سودٌ لهن من الظلماء ألوان وفوق ذينـكَ أعنــابٌ مُهَدَّلة ٌ
• غير أن يوسف الشلفون توسع في مصادر التشبيه، بما يتجاوز أنواع الفاكهة، كما حرص على النمط الثنائي بما يخدم الإيقاع، ويوقظ حاسة التوقع لدى المتلقي .
• في البيت الأخير يشير إلى المذهب والدين، وفي الشطر الأخير يشير إلى المتن والشرح، وهما عماد العملية الثقافية في زمانه التي تعتمد على المتون والشروح.
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الثاني والعشرون – ص71 .