قصيدة : محمد (ص) في عيون مختلفة – 23 ديسمبر 2019
الصيد السمين .. من معجم البابطين (6)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
من المديح النبوي :
محمد (ص) في عيون مختلفة
الله أرسلــــه رســـــولاً أحمـــدا فــأطـاعه مستشهــدا وموحدا
ومشت به روح العلا إذ بددت في الجاهلية مشتهـاها المفسدا
لله أشهـــــد يــــا نبـــي الله أنـ ن الله أعطــــــاك النبـوة للهدى
يا فلتــــة الأدهـــــار أنت نبيهـا أُرسلت من لدن المكـون مُنجدا
يا سـيد الأسياد والدين الذي رد الضليل عن الضــلالة فاهتدى
وأقــــام دينـــــا بالتسامح شاملاً وإلى الطغــاة أقـامه متوعدا
لـــولاك لمــــا قــــام المؤذن صارخا الله أكبــر سبحــوه أوحـدا
فتمــــوج أنغـــام المؤذن بالسما والأرض تهليـلاً يردده الصدى
وتــــرن أجــــراس المــــلائك للعـلا وتُجـود القــرآن لحناً أجودا
………….
* * *
شاعر القصيدة :
• يوسف حنا العيد (ولد في سورية وتوفي في المهجر 1899 – 1976) .
•نشر “معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” من هذه القصيدة المطولة (21بيتاً) اجتزأنا منها ما سبق ، وقد وجه الشاعر مدائحه لشخص الرسول -عليه السلام – إلى الصفات المعنوية، فهو الأمين، وهو المبشر بسعادة الدارين، وهو مبلغ كتاب الله، وهو معلم الدنيا ومطهر الأرواح، ورسالته تشمل الأبيض والأسود والأصفر …. ويختم مدحته النبوية بهذا البيت :
هذي نبوتك التي الله اصطفا ك لها نبياً للخليقة مرشدا
•ومدائح الشعراء المسيحيين للرسول محمد (عليه السلام) في معجم البابطين كثيرة جداً، ويمكن أن تبنى عليها دراسة أدبية ونفسية ولغوية ودينية وقومية ذات دلالات ثرية مطلوبة علمياً .
•القصيدة من بحر الكامل ، وهو يتسم بالرصانة وعمق الإيقاع ، وعلى هذا البحر أشهر المدائح ذات الرصانة .
•لا غرابة في أن يكتب شاعر مسلم هذه الصفات عن نبيه (عليه السلام)، ولكن لا نستغرب – بل يجب أن نستبعد تماماً – سؤالا استنكارياً يهمس : إذا كان الشاعر – غير المسلم – يرى نبي الإسلام بهذه الصفات الرفيعة، فلماذا لم يؤمن بدينه ؟ هذا السؤال لا محل له ، ولا يجوز ترديده ، فنحن نؤمن بنبوة موسى وعيسى وكثير من الأنبياء، ولكننا لا نتبع من شعائرهم إلا ما اقره ديننا، فإعجاب الشخص بعظمة إنسان ، لا يستلزم بالضرورة أن تترك ما نشأت عليه، وتتبع إعجابك الوافد ، فأنا أعجب بفكر أرسطو ، وبمسرح شكسبير ، ولم أفكر يوماً في أن أهجر عقيدتي إلى عقائدهم أو – حتى – مبادئهم وسلوكياتهم .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الثاني والعشرون – ص86 .