قصيدة : عمر البدور ولفتة الغزلان ! – 2 يناير 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (9)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
ومن العشق ما قتل :
عمر البدور ولفتة الغزلان!
فُتـن الــورى بجمــــالـــك الفتـــانِ .. فتفــــاخــــروا بــك والسنـون ثمـانِ
فُتنوا، فكيف متى رأوك وأنت فـي .. عمــــر الـــــبدور ولفتـــــة الغـزلان؟
إن بـات يـدعوك الشبـــاب مــرحباً .. فأنا – المشيب، وإن أبيت – دعاني
إنا نسيــر ولا نــــرجّـــي ملتقـــى .. كيــــف الصبــــا والشـيب يلتقيان؟!
سأصير مثل القوس يا غصن النقا .. ومتى تحاكي القوس غصن البانِ ؟
لهفي عليّ متى شببـت ولـم يعد .. لي في مجـالس مـن أحـــــب يدان
واعتز شأن معـاصريك فــــزاحموا .. ضعفـي، وأُهمـل يا “هنيدة” شاني
يا “هند” ما مثلي وإن كثر الـورى .. فلقـــــد حملــــــت الهـــــم منذ الآنِ
* * *
شاعر القصيدة :
• نجيب عبدالله مشرق (لبناني – عاش في البرازيل وفرنسا 1886 – 1936) .
• هذه القطعة سجلها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” ، وهي في ثمانية أبيات، تروي تجربة عاطفة جارفة من شاعر كهل، تجاه طفلة على مشارف الصبا .
• في القصيدة نوع من الأسى، لا يقتصر على فقدان الحب، أو استحالة هذا الحب بصفة خاصة، وإنما يتجاوزه بالتحسر على العمر الضائع، وبخاصة أن الشاعر تنقل بين (بيروت ، ودمشق ، وأمريكا الجنوبية ، وأوروبا) فمن المتوقع أن هذا الشتات لم يتح له إشباع عاطفة إنسانية في سياقها الزمني الطبيعي .
• لا نستبعد أن المشاعر الجانحة تجاه هذه الطفلة تنطوي على نوع من الشعور بالأبوة. من الحق أن سيرة الشاعر كما سردها المعجم لم تذكر هل تزوج وله عقب أم حرم من ذلك . وطبيعي أن هذه التفاصيل ليست مما تعنى به المعاجم .
• التجربة محبوكة، تجنبت الاستطراد، وأضاءت العالم الشعوري الداخلي بألفاظ طريقة وبعيدة عن الاستهجان، رغم غرابة التجربة .
• القصيدة من بحر (الكامل) .
• تعلق (الرجل) الكهل أو العجوز بفتاة تعد في عمر أطفاله أو أقل أمر مشهور، صنعت عليه أفلام سينمائية أجنبية وعربية، وأشهر رواية عربية راقبت فيها هذه الحالة رواية “سلوى في مهب الريح” لأديبنا محمود تيمور .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الحادي والعشرون – ص174 .