قصيدة : في القهوة البنية – 28 يناير 2020

قصيدة : في القهوة البنية – 28 يناير 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (16)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
من طرائف الشعر ..
في القهوة البنية
أنا مغــــرم بقهيــــــوة بنيـــــــــة .. قد أتقـنت في القلي بالتمهيدِ
فالبنُ ينفــــح مــــع إجـــادة قليه .. كبخـور عود أو كدهن العــــود
إن كـان قُلّـــب فـــوق جمـــر لينٍ .. بتلطــــف وتــــــرفـــقٍ ووءود
هات اسقني يا من أجاد لصنعها .. أوتيت حكمة صنعها المنشودِ
هي للنشـاط مفــــيدةٌ بـل إنهــا .. لســـرور قلب المرء خير مفيد
وعلـى العبـادة للعبـــاد معينـــةٌ .. فـوجـــودها للعـون والتسديدِ
رزقاً لخلـق الله لا مقطــــــــوعةٌ .. أبــــداً ولا ممنـــــوعة بحـدود
بالمدح قد حظيت وبالتفضيل قد .. مُنحـت بلـــى بالوُد خير ودودِ
هـي للكـرامة للكـرام وسيلــــة .. فكـأنها هـي أس كـــل الجود
فلهـا لـدى الإكرام أكبــر قيمـــةٍ .. مع عُدمها لم يوف بالموجــود
………..                                                           
* * *
 شاعر القصيدة : عبدالله أحمد الحسيني (ولاية سمائل – عُمان 1929 – 2001)
• القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ثمانية عشر بيتاً، من (بحر الكامل)، ما سجلناه منها نصفها الأول، كما سجله المعجم .
• القصيدة ذات طابع وصفي تسجيلي، يحاول أن يحصي فضائل هذا المشروب واسع الانتشار في الوطن العربي، وفي العالم أجمع، تحت مسميات مختلفة .
• موضوع القهوة حظي في معجم شعراء القرنين بما يتجاوز ثلاثين قصيدة ، يمكن أن تكون موضوعاً لدراسة فنية اجتماعية ، وبخاصة حين أشيع في حقبة زمنية معينة – في بعض الأقطار (موريتانيا على سبيل المثال) أن القهوة محرمة ! وربما جاء الالتباس من اللفظ ، لأن “القهوة” أحد أسماء الخمر !!
• في قصائد المعجم كذلك ما اتخذ الشكل الحواري بين الشاي (أو التاي – كما جاء في بعض القصائد) والقهوة، وما اتخذ صيغة الحِجاج والدفاع الشرعي عن القهوة، ومقاومة تحريمها .
• يطلق على نبات القهوة : ” الذهب الأخضر” في مقابل ” الذهب الأصفر” ، و “الذهب الأسود” (النفط) ، والذهب الأزرق (سمك التونة) ، والذهب الأبيض (القطن) ، والذهب الأحمر (الزعفران) .
• في إحدى روايات توفيق الحكيم – وكان يشتري شيئاً من ورشة أراد صاحب الورشة إكرامه فأرسل صبيه إلى المقهى منادياً : هات يا ولد قهوة بُن !! وفكر الحكيم في هذه الإضافة بوصف القهوة بأنها بن ، ولم يهتد للسبب .. ولا أنا .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الحادي عشر – ص740

اترك تعليقاً