مدح امبراطور فرنسا بالموزون المقفى !! – 1 فبراير 2020

مدح امبراطور فرنسا بالموزون المقفى !! – 1 فبراير 2020

1- اللؤلؤة : مدح إمبراطور فرنسا بالموزون المقفى !!
” وقد يسر الله لي نظم هذه القصيدة في يوم واحد، إلا أنه بقيت الصعوبة في تقديمها لأعتاب الممدوح، حيث لم تجر العادة عند ملوك الإفرنج، بأن يقرؤوا قصائد مدح فيهم، ولا غيرها أيضاً، مما يخاطَبون به، وإنما يقرأ ذلك كله كُتاب أسرارهم، وهم يجاوبون عنها المخاطَب، بحسبما يرونه صواباً … وقد كنت مدحت ملكة الإنجليز بقصيدة، وقدمتها لضابط البلد، وهو وكّل بها زوجته لتهديها إلى بعض القائمات بخدمتها، وترجمتها أيضا إلى لغتهم. وإلى الآن لم يأتني عنها جواب ….. ثم إنه لا شيء أفظع عند الإفرنج من أن يروا في قصائد المدح تغزلاً بامرأة ووصفها بكونها رقيقة الخصر، ثقيلة الكَفَلْ، نجلاءُ العينين، سوداء الفرع، وما أشبه ذلك … فإنهم أول ما يبتدئون المدح يوجهونه إلى المخاطب، ويجعلونه ضربا من التاريخ، فيذكرون فيه مساعي الممدوح ومقاصده، وفضله على من تقدمه من الملوك بتعديد أسمائهم ….”
2- المحــارة :
– هذا وصف أحمد فارس الشدياق ، وهو شاعر، كاتب، مثقف، عمل بالصحافة وبالإدارة، في الشام ومصر وتونس، وزار مالطة، وعاش في بريطانيا وفرنسا زمناً ليس بالقصير . ومع ذلك لم يستطع أن يتخلص من تقاليد تراثه الشعري (في فن المديح بخاصة) ، فكانت مدحته للإمبراطور لويس في (ستين بيتا) ، ومدحته لملكة بريطانيا في (واحد وثلاثين بيتا) من الموزون المقفى، ولم يحاول (الفارياق) أن يعدل من طريقته، أو أن يقدم نقداً إيجابياً لفن المديح، الغارق في التزلف، وتصاغر الشاعر المداح أمام عظمة الممدوح في التراث العربي .
– لقد تراجع فن المديح – في الشعر العربي الحديث- عن أساليبه القديمة التي تبدأ عادة بوصف الرحلة إلى الممدوح، ثم التغزل بالحبيبة، ثم الدخول في مبالغات الوصف والتمجيد لهذا الممدوح . وحسناً فعل النقد الحديث فيما أثار من الشك في قيمة شعر المديح، حتى وإن اتصف برقي العبارة والصورة، مثل مدائح المتنبي .
– في عصرنا الراهن حل شعر آخر، ليس بعيداً عن فن المديح، ليشغل جانباً من المساحة بين الشعب وقيادته السياسية خاصة، وذلك ما يمكن أن يطلق عليه الشعر القومي، أو شعر البطولة . على أن الشاعر الحديث يطلق العنانَ لصفات التمجيد والمبالغات التي اعتادها الشعر المدحي القديم، حين يرثي البطل أو الزعيم القومي، ويمكننا أن نراجع المراثي الناصرية، لنجد برهاناً بازغاً على كل ما أشرنا إليه .
– وليس الفارق بين المديح الصريح السافر (القديم) ، وشعر تمجيد البطولة في العصر الحديث، يقف عند حد الاستحالة، وتجنب عبارات الإطلاق، والمبالغات السقيمة، وإنما يتجاوز هذه المستحيلات – وهو الأهم – بأن الشاعر (ممجد البطولة) يحرص على أن يبدو معبراً عن فكر عام، ورأي عام، ومستشهداً باتجاهات معلنة، وليس متوكأً على أمجاد شخصية عند الممدوح، أو المادح.
3- الهيــر :
– اللؤلؤة من كتاب ” كشف المخبا عن فنون أوروبا” تأليف : أحمد فارس أفندي (صاحب الجوائب) – الطبعة الثانية – طبع في مطبعة الجوائب (قسطنطينية) سنة 1299هـ – ص 280 – 285 .

اترك تعليقاً