قصيدة : يا دهر – 3 فبراير 2020

قصيدة : يا دهر – 3 فبراير 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (18)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
الأطلال في رؤية جديدة ..
يا دهـــــر ..
ما بعــــد رامـــــة واللوى من منزلِ .. عــــرج علــــــى تلك المعاهد وانزلِ
هــــذي المعـــالم بين أعلام اللوى .. قــــف نبــــك لا بين الدخول فحومل
إيهٍ أخــــا شكــــواي يـــوم تهـــامةٍ .. والحــــــــي بيـــــــن تـرحل وتحملِ
أسعد، وما للمستهام أخي الجـوى .. من مسعد، أين الشجي من الخلي
حـادي المطـي، بنـا رويـــــداً إنهـــا .. وأبيــــك حــــــاجة والـــــه متـــذلل
قف بي على الربع الدريس أقل له .. بجـــوى خـــــف، وبفرط تزفار جلي
يا دار منتهـب الشتات سقيت مــن .. صــــوب الحــيا الوسمي كل مجلل
قـد كـنت كعبة وافدين، ومنتهــــى .. آمــــال مطلبـــــي نــــوال الممحل
فغـدا ظـلالك حيث شاء له البلى .. متنكــــــراً مـــــن بعــــد عرفان علي
ونحاك دهـرك في عضال خطوبه .. فمحــــــاك مــــــن سفـه ولم يتأملِ
…………..                                                    
* * *
 شاعر القصيدة : يوسف أبو ذئب ( ولد في الحجاز، وعاش في القطيف، والأحساء، والبحرين، والعراق، وإيران – توفي 1830)، وكان ذائع الصيت في زمانه.
• القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ثمانية عشر بيتاً، من (بحر الخفيف) .
• عرف الشعر العربي – منذ عصره الجاهلي – بكاء الأطلال، وكان هذا البكاء انعكاساً لحياة التنقل (البدوية) حتى وإن وجدناه يتقدم قصائد الشاعر الملك (امرئ القيس) ، كما تحول إلى لازمة مقررة يتبعها الشعراء ، مع اختلاف الأغراض في العصور التالية، بما يدل على أن هذا التقليد الفني تجاوز دوافعه النفسية ، وأصبح مثل (اللحن الأساسي) للاستهلال . فتقاس إليه وبه مقدرة الشاعر .
• يوسف أبو ذئب لا يخاطب الأطلال، وإنما يخاطب الزمن الذي مارس سلطته على الديار والربوع، فأفقدها رونقها. ولأن الزمن نتاج كوني وليس أثراً إنسانياً، فإن الشاعر يتسلح في مواجهة آثاره السلبية بما في مكنة الإنسان من قدرات ، وهذا ما سجله في ختام قصيدته، كاشفا عن عناصر احتماله النفسي؛ إذ يقول :
فلأبرزن إليك جيش تجلــــدي .. ولألبسن عليـك درع تجملـــــي
ولأصبرن عليك حتى تشتفي .. صبر الكرام على الخطوب النزل
لا غرو إنك لا تزال مســــــددا .. سهم العنـــــاد لكـل حـر أفضلِ
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الثاني والعشرون – ص18 .

اترك تعليقاً