قصيدة : قلم للبيع – 8 فبراير 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (19)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
جاهزية القناع ..
قلم للبيع
من يشتـري القلم المنضر؛ حلو الرفيف ، تقول جوهرْ
عبدٌ، بـأمرك، طيـعٌ، قـل : هــــات لــــي رأياً ، فيحضر
يـرضيك فـي سـوق البيـان، كـأنـــه المهــــر المضمّر
مـن كـل لـونٍ، فيـه حبـرٌ، متقـــن، كـــالأصـــل مظهر
إن شـئت أخضــــر، كـان أخضــر كالربيع، وكان أصفر
أو شئت، كان الخدعة الكبرى، – أتذكر أمس؟ – أحمر
* * *
يا رحمتـــا لــــدم الشبــاب، يحـــــول ألفـاظاً ويُـهـدر
من يشتــري القلــــم الثمين، ويـدفع الثمـن المقدر
لا تشتــــريه؟ – إذاً إيجــــــارٌ، قـدر مـا تسخو يُسخّر
خصـيبٌ، إذا سمـــــدته ذهبـــــا، جرى ذهبا، وأثمـر
………..
* * *
شاعر القصيدة : وصفي بن كامل بن إسطفان بن نوفل بن رفول (حمص – 1911 – 1972).
• القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في ثمانية وثلاثين بيتاً، من (بحر المجتث) .
• القصيدة تصف قطاعاً من كُتاب زمانها، الذي شهد سطوة المد الاستعماري، ونشأة الأحزاب، والجماعات، والطوائف السياسية، فكانت – مع ضعف الوعي الإنساني والحس القومي – تتشرذم وتتغير مواقفها تبعاً للأهواء، واستجابة للمنفعة الوقتية دون اعتبار لمفهوم القيمة ومسؤولية أمانة الفكر وصدق الفن .
• الشاعر القرنفلي شكل قصيدته- بنغمها المتسارع – لكل تجسد في إيقاعها صورة اللهفة واللهاث أمام الرغبة في الدولار ، وممالأة الغرب كما جاء في القصيدة . وكذلك شكل بنيتها (القصيدة) في مقاطع متقاربة الحجم، ولكن بين المقطع والذي يليه ينتصب (بيت مفرد) ، وكأنه عمود الخيمة الذي يحمل مسؤولية استقامتها وثباتها ، كما أنه – في المقطع الأخير- يتوعد أولئك الذين باعوا أقلامهم، فإن لم يجدوا مشترياً – رضوا بتأجيرها (مرحلياً) بأن الشعب لابد سيكشف خيانتهم لأمتهم ، ومبادئ هذه الأمة في كفاحها عبر الزمن .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الحادي والعشرون – ص586.
