قصيدة : رسالة مغترب – 13 فبراير 2020

قصيدة : رسالة مغترب – 13 فبراير 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (21)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
عنب .. أم حُصرم ؟! ..
رسالة مغترب ..
إليـــــك الشعـــــرَ أبعثــــه كتـــــابا .. فهـــات مع البريد لي الجوابا
وعن “دتــــرويت” لا تســــأل فإني .. على رغمي أطلت بها الغيابا
غــــريب الـــــدار لا يــرضى سواها .. ويهــــــواها وإن كـانت خرابا
هنــــالك خيمــــة التينــــات عندي .. تعــــادل كـل “ناطحة سحابا”
سألتــــك كيـــف أنت وكيف أهلي .. وأطــــلال طـويت بها الشبابا
وسهــل الخان كيف السهل أمسى .. وهــــل طـابت أزاهره وطـابا
بــــروحــــي غــــــادةٌ كانت تغني .. علــى هضبـاته لحـن “العتابا”
…………..                                                         
* * *
 شاعر القصيدة : يوسف بري ( من بلدة تبنين – جبل عامر ، جنوبي لبنان ، كان حيا عام 1952) .
• القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” من سبعة أبيات (وهي الحد الأدنى لمصطلح قصيدة)، من “بحر الوافر” وفي المعجم قطعة أخرى من ستة أبيات ، بعنوان: (حياة أسير) من “بحر الطويل” وفي هذا العنوان ما يفسر أقوى دافع لكتابة القصيدة المنشورة في صيغة “رسالة” وكأنها صافرة الإنذار لسفينة تستنجد قبل أن يطويها البحر.
• القطعتان تصدران عن مشاعر يغلبها الحنين إلى الوطن اللبناني، وتضيق بكل مظاهر الحياة في أمريكا ، وبخاصة أن الشاعر كان يعمل في مصنع سيارات بمدينة “ديترويت” .
• طبيعي ألا يخلو شعر المهجر من مظاهر الحنين إلى الوطن، وبخاصة إذا كان وطنا جميلاً وآمناً مثل لبنان ، ذلك الزمن . غير أن مشاعر الضيق والرفض هي الغالبة على تجربة يوسف بري .
• ما من أديب مهجري إلا وكانت بدايته في مهجره قاسية، حتى قال أحدهم واصفاً واقعه الجديد : ما من واحد منا إلا وحمل “الكشة” !! والكشة صندوق خشبي صغير، يحمل اللوازم الخفيفة كالأقلام والأمشاط ولباسات الأحذية .. إلخ . غير أن بعضهم انتهى إلى إقامة كيان ثقافي أو مالي ، أو سياسي مؤثر ، ولسنا نعرف تماماً كيف كانت خاتمة اغتراب يوسف بري ، غير أنه وضع بصمته الشعرية، تنفيسا عن فترة معاناة تعرض لها .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الثاني والعشرون – ص115 .

اترك تعليقاً