قصيدة : بائعة الهوى – 17 فبراير 2020

قصيدة : بائعة الهوى – 17 فبراير 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين (22)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
من منظور الإدانة ..
بائعة الهوى ..
غـــانيـــة مــــن بــــائعات الهوى .. في بـردتيها كـل غصن جميــــل
كــــان عليهــا حسنها في الصبا .. ويلاً، فضلــــت عن سواء السبيل
مالت، وقــالــت : أنت يا شاعري .. صفني، وقل هل لقوامي مثيل؟
أليـس غصنـــاً؟ قلت لم تخطئي .. لكنــــه لكــــــل ريــــــح يميــــل
قـالت: وعينــــي؟ إنهـــــا نجمةٌ .. رجراجة في ظل جفني الكحيـل
قلـت: جمــــادٌ كنجــــوم الدجى .. عينـــــك، لا رحمـــةً فيها تسيل!
قـالت : وشعري كالدجى فاحمٌ .. يغفــــــو بــــــه الصب بليلٍ بليل
فقلـت: لم يسـود لـو لــم يقــع .. عليـــــه مــــن روحـك ظل ظليل
قـالت: وقلبـي؟ إنـــه طــــــائرٌ .. فـــي نبضــــه شـدو وفيه عويل
فقلـت: حقـــــاً إنـــــه طـــــائرٌ .. فهـــو علـــى كل السواقي نزيل!
…………..                                                         
* * *
 شاعر القصيدة : فوزي المعلوف (ولد في مدينة زحلة – لبنان 1899 – وتوفي شابا مغتربا في ريو دي جانيرو- البرازيل – 1930 )
• القصيدة كما أوردها ” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” ، من عشرين بيتاً ، وهي من “بحر الكامل” .
• التسلسل الصياغي للقصيدة يحكمه : قالت، فقلت ، فالشكل الشامل حواري بين سائلة ومجيب ، والقصيدة وإن حملت عنوان “بائعة الهوى” فإنها تصور فتاة جمعت بين الجمال والثقافة، إذ استخدمت تعبير : أنت يا شاعري صفني ، واستعارت لقوامها صورة الغصن ، كما وصفت عينها بأنها نجمة، وشبهت شعرها بالدجى ، كما وصفت قلبها بأنه طائر في نبضه شدو ، وفيه عويل ، وهذه تعبيرات نفسية وحسية شعرية راقية ، كان الشاعر بالنسبة إليها ناقلاً، ومتحاملاً!!
• يأتي التحامل من إسناده انحرافها إلى خواء روحها ، وأن الشهوة هي التي ألقت بها بين الوحول ، ومن ثم يحكم بغياب جمال النفس، وهو الخالد . أما جمال الجسد فهو إلى أفول .
• أشرنا قبل إلى وجود عدد كبير من بين قصائد المعجم ، عُني بتصوير من أطلقنا عليها (الفاضلة)، أطلق عليها الشاعر والرأي العام “بائعة الهوى” وهو العنوان الذي اختاره الشاعر .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد الرابع عشر – ص608 .

اترك تعليقاً