قصيدة : الفيل العجيب – 9 مارس 2020
الصيد السمين .. من معجم البابطين (28)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
التاريخ الاجتماعي بالشعر ..
الفيل العجيب
قـرظ سمـاعك مصغيـاً لمعـــــانٍ .. متلـــذذا بطـــــرائـف الألحـانِ
وأضخ لما يبدي السمـــاع مجارياً .. بتــــرنـــم الأوتــــار والعـيدان
في محفـلٍ حفـت به أهل النهى .. وذوو المــراتب والعُلا والشانِ
إذ قد دعـــاهم للحضـــــور مـؤيدٌ .. تـــاج الملـــوك يتيمـة العقيان
فبدت من الصنع الجميل محاسنٌ .. ورأوا غريب الشكل بالأعيــانِ
فيــــلاً عجيبـــــاً فـي نهاية خلقه .. صنعاً لمـولى العز والسلطانِ
فبقـوا حيــــارى في بديع صنيعه .. أوصـــافه جلــــت عن التبيـانِ
هـامٌ حكتهـا القِدر في إعــظامها .. نــــابٌ عظيـــــمٌ لا ينـي لتوانِ
خـرطومه أفعـى تقلـب كيفمـــــا .. يبغي وتخطف مهجة الإنسانِ
أذنـاه مثـل البُسطِ في إســدالها .. عينــــاه مثــــل شرارة النيرانِ
… ……….
* * *
شاعر القصيدة : الطاهر بن أحمد البلغيثي العلوي الحسني (ولد في مدينة فاس ، وتوفي في مدينة مراكش 1859 – 1899)
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 25 بيتاً ، وهي من “بحر الكامل” وهي بعد هذا الاستهلال تصف “الفيل” وصف من لم يسبق له رؤيته ، ومن ثم يتعجب من ضخامته ، وقدرته الحركية ، مع ضخامة أعضائه .
• الدلالة السلبية للقصيدة : أن هذا الفيل كان طارئا على قصر السلطان أو الملك، وأن الملك دعا عدداً من علية القوم لمشاهدة تلك الأعجوبة، التي لم يشاهدها أحد من قبل .
• شاعر القصيدة عاش في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، في المغرب، بما يعني أن هذا القطر العربي المغاربي لم تكن به حدائق حيوان حتى ذلك العصر، كما أن صلته بمحيطه الطبيعي من الأرض الإفريقية كان محدوداً ، كما كانت حركة السكان خارج بلادهم محدودة كذلك .
• تكتمل القصيدة بأن يصف الشاعر الموكب الذي يتوسطه الفيل، وكيف أحاطت به العساكر ، ودقت الطبول والمزامير، عند حضور الملك الذي حياه الفيل – على طريقته- عند قدومه ، وكذلك السياس والأعوان ، كما انطلقت المدافع ، بما يؤكد جلال الموكب الملكي ، الذي استثمر حضور هذا الفيل العجيب .
* * *
التوثيق : المعجم – المجلد الرابع – ص167 .