قصيدة : نعي قائدنا الجناح – 11 مارس 2020

قصيدة : نعي قائدنا الجناح – 11 مارس 2020

الصيد السمين .. من معجم البابطين(29)
المعجم من هذا النوع (الشعر) والمستوى (الموسوعي) لا يصح أن يأخذ مكانه زينة (ثقافية) فوق الأرفف .. إنه حياة شاملة، وخبرة متجددة، تنادي من يتفاعل معها .
* * *
التاريخ السياسي بالشعر ..
نعي قائدنا الجناح
بعقــــوتنا غُـــراب البيّن صـــاحا .. اصـــاب المـوتُ قائدنا الجَناحا
إذا النـــــاعي نعـــــاه لنا صباحا .. عـــلا صوت الجميع بواصبـاحا
رمى الحدثان قــوم المسلمينــا .. فلــم يجـدوا من القدر البراحا
وما من مسلمٍ في الـــــدهر إلا .. عليــــــه بقلبــــه بكّـى ونـاحا
…………                                                           
أُهيـــل الهــــندِ لــم يألوا فساداً .. فسخـــرهم وإن كانوا سراحا
مسلّمــــةٌ سيــــاسته لــــديهم .. فــــإن اللـــه أعطــاه الكفـاحا
تَبصـــــر فـــي أمور المُلك حيناً .. وفكــر في المقاصد واستـلاحا
فطـــالبهـــــم علـى حدة نصيباً .. من الملكوت كــي نجد النجاحا
سعى لحصول باكستان سعياً .. وكـــان لـــه مــــن الميثاق تاحا
وأعمــــل رأيــــــه لحصول هذا .. وصيّر عقله الصــافـي ســلاحا
………..                                                          
* * *
 شاعر القصيدة : صوفي ضياء الحق (ولد في مدينة لاهور – باكستان 1911، وفيها توفي 1989)
• القصيدة كما أوردها” معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين” في 30 بيتاً ، وهي من “بحر الوافر” .
• في القصيدة تجاوزات لغوية وبلاغية، وهي مغفورة لشاعر ليست العربية لغته الأم، ومع هذا أصر على أن يرثي قائده العظيم بالعربية ، لأنها – في تصوره ربما – لغة الإسلام، من حيث أنها لغة القرآن.
• محمد علي جناح – المرثي في هذه القصيدة – زعيم الهنود المسلمين إبان الدولة الواحدة، المستعمرة من بريطانيا . وقد وقف إلى جوار غاندي في التصدي للاستعمار، شريطة أن يستقل المسلمون بدولة (هي باكستان فيما بعد خروج الإنجليز) لتفادي الصراعات والمذابح بين الهندوس والمسلمين .
• تذكر القصيدة – في بقية أبياتها – طرفا من ذلك، وتكشف عن أن القائد جناح حقق استقلال باكستان (برغم الأنف)، ولعل هذا واضح إلى اليوم ، ونجد أصداءه في صراع دولتي الهند وباكستان حول كشمير .
• مع هذا استكملت القصيدة أهم صفات الرثاء ، كما حددها التقليد الشعري العربي .
* * *
 التوثيق : المعجم – المجلد التاسع – ص527 .

اترك تعليقاً